حوراء استيتو_الرباط
على ضوء توقيع البروتوكول المتعلق بمشروع إحداث “مدينة محمد السادس طنجة-تيك”، كشف ناصر بوشيبة، الباحث في العلاقات الصينية الإفريقية بمعهد السياسة بجامعة “صن يات سين”، عن مدى أهمية هذا المشروع وتأثيره على العديد من المجالات وكذا انعكاسه على تطور الإقتصاد الوطني.
وأوضح بوشيبة، في تصريح لـ”24ساعة”، أنه بإمكان المغرب “نسج علاقة متينة مع الصين بفعل الموقع المتميز الذي بات يحيى به بلدنا”، مضيفا أن “الصينيين بحاجة إلى نموذج شراكة ناجحة في شمال افريقيا، والمغرب بفضل الرؤيا الرشيدة لصاحب الجلالة بإمكانه أن يتعاون مع الصين لبناء هذا النموذج الرابح-رابح”.
فمثلا، يقول بوشيبة، “ففي المجال الفلاحي فإن الصين بعد النمو الصناعي الكبير، باتت تعاني من نقص في عدد المزارعين وكذلك الاراضي الصالحة للزراعة بفعل التلوث، وهنا بإمكان القارة الافريقية أن تؤمن حاجيات العالم ست مرات من الأغذية إذا تم استغلالها بشكل جيد”.
وحول قراءته لحجم الإستثمارات بين المغرب والصين، خلال السنوات الأخير، أكد بوشيبة، “أن الاستثمارات الصينية عادة تمر عبر مساعدات اقتصادية على شكل قروض تفضيلية. ومنذ 2012، ومواكبة للتوجه العام في المملكة لتقوية البنية التحتية، نجد أن الصينيين كانو حاضرين بقوة في بناء الطرق السيارة، والسكك الحديدية، وكذلك مجال التصنيع”.
وبعد الزيارة الملكية الأخيرة للصين، يردف الباحث قائلا:” أتوقع أن تعرف هذه الاستثمارات ارتفاعا كبيرا خاصة بعد النجاح الديبلوماسي الكبير للمغرب في القارة الافريقية حيث أصبح الصينيون يأملون أن تمر شركاتهم مع الدول الافريقية عن طريق البنوك والشركات المغربية الحاضرة بقوة على المستوى القاري”.
ويرى بوشيبة، أنه “بإمكان الصين أن تقدم القروض والتمويل والتقنيات الحديثة، على أن يقدم المغرب التنسيق والأسمدة بالتعاون مع بلد أفريقي ثالث، فهناك العديد من النماذج التي أثبتت نجاعتها وبالتالي وجب علينا في الرقت الراهن أن نكثف من البحوث الأكاديمية في مجال التعاون الأفريقي الصيني لتكون نتائج هذه البحوث متاحة لصناع القرار كما يقوم بذلك الصينيون”.
وأشار نفس المتحدث في ذات التصريح، إلى أن هناك نموذجا آخر لجلب الاستثمارات الصينية وهو في المجال السياحي، فبعد إلغاء التاشيرة ارتفع عدد الصينيين بشكل ملحوظ، وبالتالي يفتح مجال الاستثمار في فنادق توفر خدمة للسياح الصينيين والذين يختلفون كثيرا عن السياح الأوروبيين”.