الرباط-عماد مجدوبي
الموسوعة الضخمة التي أنتجها مجلس الجالية المغربية على اللاعبين المغاربة في مختلف الدوريات عبر العالم تشكل، بدون مبالغة، حدث السنة في المعرض الدولي للنشر والكتاب..فأن تقوم مؤسسة عمومية بإنتاج عمل ضخم، بموارد ذاتية ودون الاستعانة بمكاتب الدراسات، فهذا مجهود يستحق كل التصفيق والتنويه لمجلس استطاع أن يمحو الصورة النمطية التي التصقت بالمهاجر المغربي طيلة سنوات، وأن يأخذ زمام المبادرة بنفسه رغم هزالة ميزانيته التي لا تتجاوز 49 مليون درهم.
على مدى 11 يوما، تحول رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج إلى فضاء للاحتفال بإبداعات جاليتنا، من خلال عرض وتوقيع روايات وكتب جميلة وموسوعات وإنتاجات أدبية وعلمية من مختلف الأشكال والأصناف، وعلى رأسها تلك التي أنتجها أمينه العام الدكتور عبد الله بوصوف الذي كان بدوره مهاجرا في الديار الأوروبية وخبر على مدار سنوات عديدة مختلف الإشكالات والقضايا المعقدة لمهاجرينا.
لقد استطاع عبد الله بوصوف، طيلة قيادته للمجلس، أن يحول المؤسسة إلى ماكينة حقيقية لإنتاج المعرفة العلمية حول الجالية المغربية، أملا في منح صانع القرار رؤية دقيقة تساعده على وضع السياسات العمومية اللائقة..وطيلة هذه المدة، نالت المؤسسة عن جدار واستحقاق لقب “محامي الجالية”، في ظل المرافعات القوية للأمين العام في مختلف المحافل الرسمية وغير الرسمية، كما في الإعلام والندوات الفكرية، وعبر المقالات العلمية والمداخلات المتعددة.
وبالفعل، فلولا العمل الذي قام به الأمين العام للمؤسسة، وهو العارف عن عمق بقضايا الهجرة وإشكالاتها، لما وجدنا اليوم الجالية المغربية تصنع الحدث في قلب المعرض الدولي للنشر والكتاب..فلولا هذا العمل، لما عرفنا أن في صفوف جاليتنا أزيد من 600 لاعب محترف يشكل “جيش الاحتياط” المستعد لخدمة فريقه الوطني في أي لحظة.
ولولا هذا العمل أيضا، لما استطاع القارئ المغربي أن يتعرف على الكتاب المغاربة بالخارج..على مساراتهم ونجاحاتهم..أن يعيش مشاكلهم وتحدياتهم، وأن تكون له نظرة دقيقة حول الخزان البشري الهائل للكفاءات المغربية في مختلف التخصصات.
لقد استطاع مجلس الجالية المغربية بالخارج، على امتداد أزيد من 15 سنة أن يجعلنا نخطو خطوات مهمة في اتجاه ترصيد العمل الكبير الذي تقوم به جاليتنا المغربية بالخارج، وقد آن الأوان أن يتم دعم هذه المؤسسات بالموارد المالية الضرورية والكوادر البشرية القادرة على تعزيز هذا المسار المؤسساتي المتفرد في توفير الخبرة والاستشارة عن جاليتنا بعيدا عن الدراسات التقنية وتقارير مكاتب الاستشارة التي تلتهم ميزانيات ضخمة دون أن تقدم شيئا يذكر.