حاوره: يوسف المرزوقي
يواصل مجلس الجالية المغربية بالخارج حضوره الوازن في المعرض الدولي للنشر والكتاب، من خلال تنظيم ندوات وعرض إصدارات حول عدد من الملفات، منها ما يتصل بالمخاطر التي تواجهها الجالية.
في نظركم، ما هي أبرز هذه التهديدات؟
في الواقع الجالية المغربية كانت ولا تزال مستهدفة من قبل جهات معينة ومتعددة والتي تسعى إلى استقطابها وفرض نوعا من الهيمنة الثقافية أو الدينية عليها، خصوصا بعد غياب التأطير الذي كانت تقوم به وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومؤسسة الحسن الثاني، في أوساط الجالية، خلال السنتين الماضيتين، بسبب انتشار وباء ”كورونا”، والمقصود بهذه الجهات هي تلك التي تملك ‘أيديولوجيا مختلفة عن نظيرتها عندنا’، فإذا تكلمنا عن الإرهاب وداعش وطالبان مثلا، فإنها جهات تستهدف مغاربة العالم، كما أن هناك جهات أيضا مناوئة لمصالحنا تستهدف الجالية المغربية.
ماهي أوجه هذه المخاطر التي تتحدثون عنها، في علاقة بهذه التنظيمات الإرهابية، ورؤيتكم لمواجهتها من بوابة التحصين الثقافي لمغاربة العالم؟
طبعا استقطاب مغاربة العالم من قبل هذه الجهات، يمر عبر وسائل التواصل الاجتماعية وعليه فالثقافة المغربية عليها أن تكون حاضرة بقوة على الشبكات الاجتماعية، لأننا نحن نؤمن أن هذه الثقافة تسعى إلى التقارب بين الناس وفرض قيم احترام الآخرين والعيش المشترك وهو ما يعكسه النموذج المغربي في التدين. فقد صار لزاما الحضور في وسائل التواصل الاجتماعي حتى نحمي المغاربة من استقطاب الجهات المذكورة، كما يجب أيضا أن ننشر هذا النموذج وسط الآخرين، فالهدف في نهاية المطاف، هو بناء إنسانية يسود فيها الإخاء والود والحب والعيش المشترك، نحن نريد عالما بهذا الشكل، وهي أمنية نريدها أن تحقق في ظل ما يقع في العالم من حروب وكراهية وعنصرية.
ما هي الوسائل الممكنة لتطوير التواصل مع مغاربة العالم؟
الأمر ينطلق عبر الرقمنة، بما فيها إنشاء مكتبات رقمية تمكن من إرسال الثقافات بتكلفة منخفضة، عبر الاكتفاء بالطباعة الالكترونية عوض الورقية، وتصل بعدها إلى مختلف بقاع العالم. وهذا العمل غير السهل والشاق يتطلب مساهمة جميع المؤسسات، لأن مجلس الجالية وحده لا يملك الإمكانيات للقيام بذلك وإلا سيصبح ادعاء، لذلك نتمنى من الحكومة أن تساهم في الأمر، وذلك في إطار مقاربة تشاركية بين الجميع يقوم فيه كل واحد بدور معين.