24 ساعة – الرباط
دعا عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية، الحكومة إلى تعزيز العرض الثقافي الموجه للجالية، وتفعيل مقترح مجلس الجالية المغربية بالخارج والذي أكده تقرير لجنة النموذج التنموي، والقائم على خلق وكالة ثقافية موجهة للخارج وللجالية المغربية بمختلف الدول، باعتبار الوكالة الاداة الانجح لتأطير شباب الحالية واستقطاب الكفاءات المغربية على غرار باقي الدول التي تعتمد على وكالاتها الثقافية ومعاهدها الخارجية لرعاية مصالحها عبر القوة الناعمة.
وطالب بوصوف، في لقاء خصص لافتتاح البرنامج الثقافي للمجلس في المعرض الدولي للنشر والكتاب المنظمة بمدينة الرياط، إلى بلورة سياسية عمومية واضحة المعالم تسعى الى الدفاع عن صورة المغرب ومصالحه وقيمه الحضارية المبنية على التعددية والتسامح والعيش المشترك.
وبهذه المناسبة، تحدث عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عن برنامج مشاركة المجلس في هذا الحدث الثقافي الكوني والذي يتمحور حول موضوع: “إفريقيا بعيون جالياتها”، تماشيا مع الموضوع العالم لهذا المعرض والذي يحتفي بالأدب الافريقي كضيف شرف.
وبعد أن توقف على سياق تنظيم هذا الحدث الجماهيري الأول من نوعه بعد سنتين من الجائحة، استعرض الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، المجهودات التي بذلها المجلس وباقي المؤسسات المشتغلة على قضايا الجالية المغربية بالخارج، من أجل ضمان تأطير ثقافي وديني للجالية المغربية لضمان التواصل الافتراضي الغير مباشر معها بسبب قيود الجائحة، مبرزا الأدوار التواصلية والتأطيرية التي لعبها منصة “أواصر تيفي” في ربط مغاربة العالم بوطنهم ونقل المغرب اليهم.
ودعا بوصوف المؤسسات الوصية على قطاع الثقافة والتواصل إلى دعم مثل هذه المبادرات وبذل مجهود مادي لضمان الوجود الثقافي والديني المغربي في وسائل التواصل الاجتماعي من أجل سد الطريق أمام التيارات المتطرفة والمناوئة للمصالح الحيوية للمغرب والتي تستهدف شبابه.
واعتبارا لكون هذه الدورة من المعرض تستقبل الأدب الافريقي كضيف شرف، فقد اختار مجلس الجالية المغربية بالخارج طرح النقاش بخصوص الإشكاليات الاساسية التي تعرفها الجاليات الإفريقية في العالم، والصور النمطية التي تحاول التيارات السياسية اليمينية المتطرفة ترويجها حول الهجرة بصفة عامة، وجعلها اداة لتخويف المجتمع، وهو الطرح الذي يعتبر الدكتور عبد الله بوصوف أنه غير صحيح، على اعتبار أن الهجرة الافريقية هي بالأساس تتحرك داخل القارة الافريقية نفسها، وأن الهجرة الافريقية الخارجية هي مصدر للنماء والازدهار للمجتمعات المتواجدة بها، ومن هنا تأتي أهمية مناقشة قضايا الهجرة الافريقية بهدف بلورة تصورات موحدة وبلورة جبهة موحدة للدفاع عن مصالح الجاليات الافريقية، وأيضا رد الاعتبار لاسهامات الكفاءات الافريقية في العالم.
وفي هذا السياق استحضر الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، مضامين الخطابات والرسائل الملكية التي اهتمت بإفريقيا،
وقد أتبثت جميعها أن المقاربة المغربية للقارة الافريقية ليست ظرفية أو براغماتية او آنية وأنما هي مقاربة مبنية على قناعات راسخة متجذرة ولم تتغير منذ السعديين، مرورا بالجهود التحررية لدول القارة التي ساهم فيها الملكان الراحلان صاحب الجلالة الملك محمد الخامس وصاحب الجلالة الملك الحسن الثاني، رحمهما الله، وصولا إلى الدفاع المبدئي والوقوف الدائم إلى جانب شعوب القارة الافريقية وترسيخ قيم التضامن والاخوة من أجل بناء افريقيا بسواعد ابنائها، الذي كرسه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، منذ توليه عرش المملكة.
وأبرز بوصوف في هذا الإطار أهمية الثراث اللامادي الذي تزخر به القارة الإفريقية الملتصق بالطبيعة والذي يلبي الحاجيات الانسانية وقد يحمل عناصر الاجابة على الاشكاليات الوجودية التي يحملها الانسان عبر العالم ويرجع الانسانية للانسان.
من جانب آخر كشف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج أن مشاركة المجلس في هذه النسخة من معرض الكتاب ستكون فرصة لعرض حوالي 36 من إصدارات المجلس خلال السنتين الأخيرتين، والتي تشمل مختلف القضايا المرتبطة بالهجرة بشكل عام والهجرة المغربية على وجه التحديد. وقال في هذا الشأن إن المجلس وعلى الرغم من عدم كونه مؤسسة ثقافية أو تنفيذية إلا أنه يسعى إلى فتح نقاشات الهجرة في المعرض باعتباره فضاء للنقاش العمومي، وذلك من أجل بناء الافكار وتبادلها مع الرأي العام، واطلاعه على مستجدات الهجرة المغربية التي تخضع بنيتها بشكل مستمر لمجموعة من التحولات السوسيولوجية والثقافية.
كما لم تفت الدكتور بوصوف خلال هذه المحاضرة الافتتاحية الإشادة بمجهودات مغاربة العالم والتضحيات التي قاموا بها في فترة الحرب مع الجائحة سواء على جبهة دول الإقامة أو جبهة الوطن الأم، من خلال الانخراط في صندوق تدبير الجائحة والعمل التضامني اتجاه عائلاتهم وقراهم واتجاه المغاربة العالقين، بالإضافة إلى التحويلات المالية التي عاكست توقعات المؤسسات المالية الدولية وحققت خلال فترة الجائحة ارقام قياسية، وهو دليل آخر على الحس التضامني وقوة انتماء مغاربة العالم للمغرب.