أسامة بلفقير – الرباط
في إطار زيارة قادت عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، إلى مؤسسة إسلامية احد طى المناطق الراقية في باريس بجوار حي la defense المشهور بناطحات السحاب، نشر المسؤول والمفكر المغربي تدوينة حول الزيارة التي صادفت هذه الأيام الصعبة التي تمر بها وضعية الجالية المسلمة بفرنسا والنقاشات المتشنجة المرافقة التي تدور حول الإسلام.
ويرى بوصوف أن “كل هذه النقاشات لا تعكس الوضع الحقيقي الجالية المسلمة بفرنسا، ففي هذا الحي الراقي وضعت رئيسة البلدية رهن إشارة المسلمين مكان مؤقت chapiteau تسدد فاتورته من أموال البلدية من أجل أداء الصلوات كما تساند المسلمين إداريا من أجل إتمام بناء معلمة إسلامية كبيرة مكونة من ستة طوابق تضم المسجد ومرافق ثقافية واجتماعية”.
وأضاف: “على الرغم مما يدور من نقاش سلبي في كثير من الأحيان، إلا أنه لا يجب أن يحجب عنا واقع الاسلام في فرنسا الذي يتمتع بحقوق كثيرة ويحظى باحترام المجتمع بجميع مكوناته. فالاسلام في فرنسا يتوفر على أماكن عبادة راقية وفي احياء راقية في جميع التراب الفرنسي .لقد أصبح المسلمون جزء من المجتمع وأصبح الاسلام ثاني ديانة في فرنسا”.
وأكد ان “دورنا الأساسي أن نسعى لنزع فتيل الصراع الذي يريد أن يشغعه اصحاب نظرية صدام الحضارات وتجار الموت .يجب على المسلمين بناء جسور الثقة والاحترام والمحبة مع المجتمع على اساس مشروع اسلامي يستجيب لمقتضيات العلمانية ومبادئ الجمهورية ،خاصة و أن الإسلام يتمتع بقدرة كبيرة على التأقلم(تغير الفتوى بتغير الزمن والمكان)”.
وأشار إلى “هذا المشروع يحب أن تكون مفاتحه متصلة بموروثنا الدينى ومندمجة في واقعنا المعاصر، هذه المفاتيح تكون مرتبطة اساسا بمعرفة إسلامية متعددة ومتنوعة ،متسلحة بالعقلانية والحس النقدي إضافة للبعد الروحي الذي يجمع ولا يفرق”.
وتابع في هذا الإطار: “لا شك أن نمط تدين يستجيب لهذه المقتضايات سيجد التقدير والاحترام من طرف المجتمع ويمكن المسلمون من أن يكونوا مواطنون كامل المواطنة بنفس الحقوق والواجبات والمساهمة في بناء مجتمع متعدد ومتنوع على اساس ان الإسلام مشروع حياة وليس مشروع موت.(من قتل نفسا بغير نفس اوفساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما احي الناس جميعا)فلنكن جميعا عناصر بناء وامن وأمان واستقرار وطمأنينة في مجتمعاتنا”.