24 ساعة-متابعة
اهتزت أروقة العدالة الإسبانية على وقع اعترافات تاجر مخدرات كشفت عن وجود نفق سري تحت الأرض يربط المغرب بمدينة سبتة المحتلة. هذا النفق، الذي كان بمثابة شريان خفي لتهريب كميات هائلة من الحشيش، وربما المهاجرين غير الشرعيين، فاجأ السلطات الإسبانية التي لم تكن تملك أي معلومات سابقة عن وجوده.
التواطؤ مع عناصر فاسدة من الحرس المدني الإسباني
جاءت هذه الاعترافات من تاجر قرر التعاون مع القضاء الإسباني بسبب ظروفه العائلية الصعبة. فضح التاجر تفاصيل مذهلة عن عمليات التهريب، مؤكدًا أن شبكته كانت تستخدم النفق بالإضافة إلى طرق أخرى، منها إدخال كميات ضخمة من الحشيش إلى إسبانيا داخل حاويات على متن شاحنات. لم يكتفِ بذلك، بل كشف عن تواطؤ مباشر مع عناصر فاسدة من الحرس المدني الإسباني في ميناء سبتة. هؤلاء العناصر كانوا يتقاضون مبالغ تتراوح بين 70 ألف و100 ألف يورو لتسهيل مرور الشحنات المحملة بالمخدرات دون تفتيش.
النفق المجهول: تفاصيل وموقع الاكتشاف
قادت التحقيقات إلى اكتشاف النفق الذي يمتد تحت المنطقة الصناعية “طاراخال”، ويربط نقطة صناعية في سبتة بمنطقة مجاورة خلف السياج الحدودي. تم العثور على مدخل النفق في مصنع قديم للبيرة، حيث كان يتطلب الزحف على الركبتين لعبور بعض مقاطعه الضيقة. بفضل المعلومات الدقيقة التي قدمها التاجر المتعاون، تمكن الحرس المدني من تحديد موقع النفق ومداهمته، حيث عُثر على بقايا الحشيش وملابس مبللة، مما يؤكد استخدامه في عمليات التهريب.
شبكة معقدة واعتقالات بارزة
في جلسة استماع مطولة، أوضح التاجر أن منظمته لم تكن تدير النفق مباشرة. بل كانت تعتمد على جهات أخرى للقيام بذلك، بينما كانت مهمتهم تقتصر على نقل المخدرات بالشاحنات. كما كشف عن تقنيات تهريب معقدة. مثل استخدام سيارات محددة يتم تسليمها في نقاط سرية دون الكشف عن هوية المالكين أو البنية التحتية للجهات الموردة.
هذه المعلومات القيمة أسفرت عن اعتقال ثمانية أشخاص. منهم اثنان من الحرس المدني، ونائب في برلمان سبتة عن حزب “حركة الكرامة والمواطنة”. كما تمت مصادرة أكثر من 7100 كيلوغرام من الحشيش. وفي خطوة تقديرًا لتعاونه، منح القضاء الإسباني تاجر المخدرات الإفراج المؤقت. في انتظار محاكمته لاحقًا ضمن واحدة من أكبر قضايا التهريب التي شهدتها المدينة. هذه القضية تلقي الضوء على حجم الفساد وتحديات مكافحة التهريب في المنطقة.