الرباط-عماد مجدوبي
في خطوة محكومة عليها بالفشل مسبقا، دعا الرئيس التونسي قيس سعيد، ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، للمشاركة في “الاجتماع التشاوري الأول بين قادة الدول الثلاث، دون دعوة المغرب ولا موريتانيا لحضور هذا الحدث، وهو ما ينذر بتشكيل كيان بديلا عن الاتحاد المغاربي.
وقرر الزعماء الثلاثة، عقد اجتماع ”مغاربي ثلاثي”، ينظم كل ثلاثة أشهر، عندما التقوا على هامش قمة حول الغاز في الجزائر العاصمة في بداية مارس.
وشددت الدول الثلاث، في بيان صحفي، نشرته الرئاسة التونسية في بيان على موقعها على فيسبوك، على “ضرورة توحيد وتكثيف الجهود لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية، خدمة لمصالح شعوبها”.
ويسعى تبون في “تشكيل تحالف مغاربي ضد المغرب” ، ونددت بـ “المناورة التي تهدف إلى جعل الناس يعتقدون أن الجزائر ليست معزولة في جوارها”.
,في مقال تحليلي معنون بـ“الجزائر-المغرب: تعزيز الانقسام المغاربي” أكدت صحيفة “لوبوان” الفرنسية إن كتلة الجزائر وتونس وطرابلس الجديدة. تحاول إحياء المغرب العربي المنقسم بشكل متزايد”.
و أوردت المجلة الفرنسية انه و على هامش القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز، التي انعقدت مطلع شهر مارس بالجزائر العاصمة، شارك الرئيسان الجزائري والتونسي عبد المجيد تبون وقيس سعيد، بالإضافة إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي.
وتقرر بشكل خاص عقد “الاجتماع المغاربي الثلاثي” كل ثلاثة أشهر، وهو الأول الذي يعقد في تونس بعد شهر رمضان الذي ينتهي يومي 9 أو 10 أبريل، وأكدت صحيفة الوطن الجزائرية أن “مبادرة هذا الاجتماع الثلاثي لها أهمية خاصة في حين أن اتحاد المغرب العربي يعيش في مأزق”.
وفي مواجهة هذا الانسداد، تبدو الجزائر وتونس مستعدتين للعب دور قيادي في إعادة إطلاق هذه المنظمة الإقليمية. التي تضم ثلاث دول، حيث إن العلاقات الثنائية المتينة التي تربط الجزائر بتونس يمكن أن تكون بمثابة أساس لتعاون مغاربي جديد”.
و أضاف المصدر أن تأسيس اتحاد المغرب العربي في مراكش في فبراير 1989، كان يهدف إلى أن يكون منظمة سياسية
واقتصادية تجمع بين المغرب والجزائر وموريتانيا وتونس وليبيا. لكن التوترات بين عواصم معينة، خاصة بين الجزائر العاصمة والرباط، تسببت في إجهاض هذا المشروع.
وتعود آخر قمة لرؤساء دول اتحاد المغرب العربي إلى عام 1994، وعلى المستوى الاقتصادي. كان الفشل صارخا أيضا: فالتبادل التجاري بين بلدان المغرب العربي لا يمثل سوى 3% من إجمالي تجارتها. مما يجعلها المنطقة الأقل تكاملا في العالم، كما تشير صحيفة الوطن.
واعتبرت الصحيفة الفرنسية، أن إطلاق صيغة ثلاثية جديدة، والتي تستبعد المغرب (في انتظار اندماج موريتانيا المترددة. التي تريد أن تكون على مسافة متساوية بين الجزائر والرباط)، أثار ردود فعل إعلامية متباينة.
وتأسس اتحاد المغرب العربي بمراكش عام 1989 بهدف تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين المغرب والجزائر وموريتانيا وتونس وليبيا على غرار المجموعة الأوروبية، الاتحاد الأوروبي المستقبلي.
وبعد بداية واعدة، تسببت التوترات المتكررة بين الرباط والجزائر في طريق مسدود، ويعود تاريخ القمة الأخيرة بين الزعيمين إلى عام 1994.