24ساعة-متابعة
كشف تقرير حديث صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. يوم 28 أبريل 2025 أن المغرب والجزائر استحوذا معًا على ما يقرب من 90% من إجمالي الإنفاق العسكري في شمال إفريقيا. مما يعكس حدة التنافس بين البلدين الجارين في سباق التسلح وتحديث ترسانتيهما العسكريتين.
وسلط هذا التقرير الضوء على ديناميكيات الإنفاق العسكري في إفريقيا، التي بلغت 52.1 مليار دولار في عام 2024. مع تركيز واضح على منطقة شمال إفريقيا التي سجلت 30.2 مليار دولار.
ووفق لذات التقرير، بلغ الإنفاق العسكري الجزائري 21.8 مليار دولار في 2024، بزيادة قدرها 12% عن العام السابق، مدعومًا بإيرادات النفط والغاز،.
مما جعل الجزائر الدولة الأولى في إفريقيا من حيث الإنفاق العسكري. ويمثل هذا الإنفاق 21% من إجمالي النفقات العامة للبلاد.
في المقابل، سجل المغرب زيادة بنسبة 2.6% في إنفاقه العسكري، ليصل إلى 5.5 مليار دولار. بعد عامين من الانخفاض، مع تركيز كبير على تحسين الموارد البشرية العسكرية.
استراتيجيات التوريد: تنويع مقابل الاعتماد
تختلف استراتيجيتا البلدين في مصادر التسلح بشكل واضح. يعتمد المغرب على تنويع مورديه. حيث يتعاون مع الولايات المتحدة وفرنسا – التي زودته بقمرين صناعيين للمراقبة الإقليمية – إلى جانب دول ناشئة مثل تركيا، باكستان، والهند.
هذا التنويع يعزز مرونة المغرب ويقلل من مخاطر الاعتماد على مصدر واحد. على النقيض، تعتمد الجزائر بشكل رئيسي على الصناعة العسكرية الروسية. مما يجعلها أكثر عرضة للمخاطر الناتجة عن الاعتماد على مورد وحيد، خاصة في ظل التقلبات الجيوسياسية.
الإنفاق العسكري في إفريقيا: تفاوتات إقليمية
سجل إجمالي الإنفاق العسكري في إفريقيا زيادة بنسبة 3% في 2024 مقارنة بـ2023، وبنسبة 11% مقارنة بـ2015. وتتصدر شمال إفريقيا هذا الإنفاق بـ30.2 مليار دولار، بزيادة 8.8% عن العام السابق و43% مقارنة بـ2015.
في المقابل، شهدت إفريقيا جنوب الصحراء انخفاضًا في الإنفاق العسكري بنسبة 3.2% ليصل إلى 21.9 مليار دولار، مدفوعًا بانخفاض الميزانيات في دول مثل جنوب إفريقيا، نيجيريا، وإثيوبيا.
وتواصل جنوب إفريقيا، أكبر مساهم في المنطقة، تقليص إنفاقها العسكري للعام الرابع على التوالي. ليصل إلى 2.8 مليار دولار، تماشيًا مع استراتيجيتها لتعزيز النمو الاقتصادي والخدمات الاجتماعية.
في المقابل، شهدت دول الساحل التي شهدت انقلابات عسكرية حديثة زيادات ملحوظة في الإنفاق العسكري. فقد خصصت مالي، بوركينا فاسو، والنيجر مجتمعة حوالي 2.4 مليار دولار للدفاع في 2024. مع زيادات كبيرة في ميزانياتها العسكرية بنسب 38%، 108%، و56% على التوالي خلال السنوات الأخيرة.
كما سجل تشاد زيادة بنسبة 43% في إنفاقه العسكري ليصل إلى 558 مليون دولار. مدفوعًا بإنهاء التعاون العسكري مع فرنسا. مما رفع نسبة ميزانيته العسكرية إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي، وهي أعلى زيادة نسبية في القارة.