24 ساعة-أسماء خيندوف
أثارت تقارير إعلامية إسبانية حديثة جدلا جديدا بشأن جودة بعض الصادرات الفلاحية المغربية، بعد تسجيل تحذيرات صحية تتعلق بشحنات من فاكهة الأفوكادو متجهة نحو السوق الإسبانية.
وفي هذا السياق، أفاد موقع “لاغاسيتا” الإسباني نقلا عن صحيفة “إل ديبات”، أن السلطات الإسبانية ضاعفت منذ بداية سنة 2025 عدد التنبيهات المرتبطة بالأفوكادو المستورد من خارج الاتحاد الأوروبي، خاصة من المغرب والبيرو، بسبب ما وصفته بتجاوزات لمستويات الكادميوم، وهو معدن ثقيل محظور في الزراعة الأوروبية.
تزايد التحذيرات الصحية بشأن الأفوكادو المغربي في السوق الإسبانية
أوضحت المعطيات ذاتها، أن هذه التنبيهات تعود إلى استخدام بعض أنواع الأسمدة التي تحتوي على الكادميوم لتسريع نمو المحاصيل، وهو ما يتعارض مع التشريعات الصحية والبيئية المعتمدة داخل الاتحاد الأوروبي. كما أكدت مصادر نقابية فلاحية في منطقة فالنسيا تسجيل سبع حالات تنبيه في الربع الأول من 2025، مقابل ثلاث فقط خلال نفس الفترة من العام الماضي، بزيادة تجاوزت 130%.
وفي تصريح للأمين العام لنقابة اتحاد الفلاحين في فالنسيا، كارليس بيريس، اعتبر أن إجراءات الرقابة الحالية غير كافية، مشددا على ضرورة رفع نسبة التحاليل الحدودية إلى 50% بالنسبة للدول التي تسجل نسبا مرتفعة من المخالفات. كما دعا إلى تعليق مؤقت لواردات الأفوكادو من تلك البلدان في حال تجاوزت التنبيهات سقف 5% شهريا.
وعبر المتحدث عن قلقه من ازدواجية المعايير المفروضة على المنتجين المحليين مقارنة مع تلك المطبقة على المنتجات المستوردة. كما أبرز أن المزارعين الأوروبيين يجبرون على تقليص استعمال المبيدات، بينما يسمح بدخول منتجات أجنبية لا تخضع للضوابط ذاتها، في ما اعتبره منافسة غير متكافئة تهدد استقرار السوق الأوروبية وصحة المستهلكين.
تأتي هذه التطورات في وقت تسجل فيه الصادرات المغربية من الخضر والفواكه نحو إسبانيا نموا ملحوظا. وسبق لرابطة منتجي ومصدري الفواكه والخضر والنباتات في إسبانيا (FEPEX) أن أفادت بارتفاع واردات البلاد من المنتجات المغربية بنسبة 4% خلال سنة 2024، لتبلغ 455 ألف طن.
تحذيرات متكررة تطال الفراولة والفلفل والدواجن
سبق أن وجهت انتقادات مماثلة لعدد من المنتجات الفلاحية المغربية الأخرى، حيث أعلنت السلطات الصحية الأوروبية في مارس 2024 رصدها لفيروس التهاب الكبد “أ” في شحنات من الفراولة المغربية، كما أصدر نظام الإنذار السريع للأغذية والأعلاف تحذيرات بخصوص شحنات من الفلفل المغربي، بعد الاشتباه في احتوائها على مبيد “أبامكتين” بنسبة تفوق السقف الأوروبي المسموح به.
من جهة أخرى، كانت الصين قد أوقفت مؤقتا استيراد الدواجن ومنتجاتها من جهة الرباط–سلا–القنيطرة، بسبب ما زعمت أنه ظهور حالات من مرض نيوكاسل، غير أن مصادر مغربية نفت بشكل قاطع وجود صادرات من هذا النوع نحو السوق الصينية.
ورغم هذا السياق الحافل بالتحذيرات، لا تزال معطيات أخرى تبرز أن المغرب، إلى جانب الولايات المتحدة، يعتبر من بين الدول الأقل إثارة للإنذارات الصحية في السوق الإسبانية. حيث سجل نظام الإنذار الأوروبي خلال 2023 فقط سبع حالات مرتبطة بالمنتجات المغربية، مقابل عشر حالات للولايات المتحدة، و52 حالة لفرنسا.