24 ساعة-وكالات
في حادث مروع يعتبر الأسوأ في تاريخ كوريا الجنوبية، لقي 179 شخصا حتفهم يوم الأحد الماضي، جراء تحطم طائرة تابعة لشركة “جيجو إير” منخفضة التكلفة من طراز بوينغ 737-800. وكانت الطائرة قادمة من بانكوك، حيث كان على متنها 181 شخصا، بما في ذلك ستة من أفراد الطاقم. ورغم حجم الكارثة، نجت مضيفة وطاهي طيران فقط، مما يجعل هذا الحادث أسوأ كارثة جوية تشهدها كوريا الجنوبية.
و على خلفية الحادث، أعلن المسؤولون الحكوميون استخراج أولى البيانات من إحدى الصناديق السوداء للطائرة. وأكد “جو جونغ-وان”، نائب الوزير المكلف بالطيران، أنه تم الانتهاء من استخراج البيانات الأولية من الصندوق الذي يحتوي على المحادثات في قمرة القيادة، وأنه سيتم تحويل هذه البيانات إلى صيغة صوتية ليتمكن المحققون من الاستماع إلى آخر المحادثات بين الطيارين. و في المقابل، تم العثور على الصندوق الأسود الآخر الذي يسجل بيانات الرحلة، لكن تم اكتشاف أن موصله مفقود، وهو ما دفع الخبراء إلى العمل على فحصه لاستخراج البيانات.
وحسب البيانات نزلت الطائرة على بطنها قبل أن تصطدم بجدار في نهاية المدرج، مما أسفر عن انقسام الطائرة واندلاع النيران. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن الحادث ربما يكون ناتجًا عن اصطدام الطائرة بالطيور، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى فقدان محركات الطائرة للقوة أو توقفها تمامًا. وكان برج المراقبة في مطار “موان” قد أرسل تحذيرًا بشأن وجود الطيور في المنطقة قبل ثلاث دقائق من الحادث، فيما أرسل الطيار رسالة استغاثة قبل محاولته الهبوط الاضطراري.
و إلى جانب فرضية الاصطدام بالطيور، أثار الحادث تساؤلات حول تصميم المطار، خاصة فيما يتعلق بجدار الخرسانة الموجود في نهاية المدرج، وهو ما دفع السلطات الكورية الجنوبية إلى الإعلان عن مراجعة مدى توافق هذا الجدار مع معايير السلامة المقررة. كما أفادت وسائل الإعلام المحلية بأن عجلات الهبوط كانت قد انتشرت بشكل صحيح خلال المحاولة الأولى للهبوط، لكنها لم تخرج في المحاولة الثانية، مما يطرح المزيد من الأسئلة حول حالة الطائرة خلال الهبوط الاضطراري.
وفي هذا السياق، تركز التحقيقات أيضًا على جهاز المساعدة في الهبوط الموجود على الجدار المشكو منه في المطار، وهو جهاز يوجد في العديد من المطارات الكورية.
و من ناحية أخرى، كانت عملية التعرف على الضحايا تشكل تحديًا كبيرًا، نظرًا للتلف الكبير الذي لحق بالجثث جراء شدة الحادث. حيث أن هذا التأخير في عملية التعرف على الضحايا أثار إحباطًا شديدًا بين عائلاتهم، لكن المسؤولين أعلنوا، يوم الأربعاء، أنه تم الانتهاء من التعرف على جميع الضحايا.
و من جهته، أعلن الرئيس المؤقت “تشوي سانغ-موك”، أن التحقيقات تجري بالتعاون مع المجلس الوطني لسلامة النقل الأمريكي والشركة المصنعة للطائرة، وأوضح أن تحليل البيانات من الصناديق السوداء وهيكل الطائرة سيمكن من كشف السبب الدقيق وراء الحادث.
و في الوقت نفسه، تم إقامة العديد من المذابح التذكارية للضحايا في مختلف أنحاء كوريا الجنوبية، بما في ذلك في سيول ومطار موان، تكريمًا لضحايا هذه المأساة. حيث أن الطائرة كانت تقل سياحًا عائدين من تايلاند، وكان معظم الركاب من الجنسية الكورية باستثناء اثنين من التايلنديين، مما جعل الحادث يؤثر بشكل كبير على المجتمع الكوري.