24 ساعة ـ متابعة
سلط موقع “ناشونال إنترست” الضوء على التعاون العسكري الروسي الجزائري، ومخاوف الولايات المتحدة الأمريكية من ذلك. وإمدادات الغاز الجزائري للقارة الأروبية.
و أكد المقال أن المخاوف الغربية والأميركية تتزايد من النمو المطرد لعلاقات الجزائر مع روسيا وإيران. إلى درجة أنّ وزير الخارجية أنتوني بلينكن. توجه إلى الجزائر في شهر أبريل الماضي لمناقشة علاقاتها بروسيا. بحيث لم تلق محاولات بلينكن لإغراء الجزائر للابتعاد عن روسيا آذاناً صاغية.
وفي شهر دجنبر الماضي، أجرت الجزائر وموسكو تدريبات عسكرية مشتركة في البحر الأبيض المتوسط، الأمر الذي أثار استياء واشنطن. ومن المتوقع أن يتم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون صفقة أسلحة تزيد قيمتها على 12 مليار دولار خلال زيارة لموسكو شهر يناير الجاري.
في ذات السياق طالبت النائبة الأميركية ليزا ماكلين. في رسالت بعثتها الى بلينكن. بفرض عقوبات على الجزائر تحت قانون “مكافحة أعداء أميركا”، لشرائها أسلحة روسية.
. علاوة على ذلك، يضيف المثال، تكتسب الجزائر أهمية في جنوب أوروبا بسبب إمداداتها من الغاز الطبيعي. فالدولة الواقعة في شمال أفريقيا في طريقها إلى أن تصبح أكبر مورد للغاز لإيطاليا في عام 2023،
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد ناقش في الآونة الأخيرة مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة القضايا الاقتصادية. بما في ذلك إمدادات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي. وقد تكون موسكو قادرة على دفع الجزائر العاصمة إلى استخدام مصادر الطاقة. كسلاح سياسي لإحداث المزيد من الخراب في شبكة الطاقة الأوروبية وأسعار الغاز الطبيعي.
التعاون العسكري الروسي الجزائري
صفقة السلاح المتوقع الإعلان عنها قريباً هي استمرار لعلاقة الحب بين الجزائر وروسيا. يعتمد الجيش الجزائري بشكل كبير على الأسلحة (السوفياتية _الروسية)، والجيش الجزائري مبني على أساس “النموذج الروسي”. على الرغم من أن مستقبل الصادرات العسكرية الروسية غامض بسبب الحرب في أوكرانيا، فمن غير المرجح أن يتراجع أي من الجانبين عن الصفقة المذكورة.
في العام الماضي، وقع البلدان صفقة أسلحة بقيمة 7 مليارات دولار، في تحديث لشراكتهما الإستراتيجية على خلفية المعاهدة الموقعة عام 2002. وقال سفير الجزائر في روسيا، إسماعيل بنعمرة، إنَّ المعاهدة توسع التعاون العسكري. بما يتجاوز شراء الأسلحة الروسية، وتشمل التدريب المشترك وتبادل المعلومات والتنسيق الأمني.
أجريت مناورة عسكرية روسية جزائرية في منطقة أوسيتيا الشمالية الروسية في تشرين أكتوبر 2021، فيما أجريت مناورة أخرى الشهر الماضي في البحر المتوسط. هذا الشهر. جرت مناورة عسكرية مشتركة أطلق عليها اسم “درع الصحراء 2022” في الفترة ما بين 16 و 28 نوفمبر. ولا يمكن للمراقبين في الغرب إلا أن يشاهدوا ذلك بخوف، فيما تقرع روسيا أبواب جنوب أوروبا.
إمدادات الغاز الجزائري كسلاح
على خلفية الحرب الأوكرانية، أصبحت الجزائر في وضع يمكنها من أن تصبح مورداً أساسياً للغاز إلى أوروبا. وهي تزود إسبانيا بما يقارب 49% من غازها المستورد. وفي تموز/يوليو 2022. وقعت شركة الغاز الجزائرية العملاقة “سوناطراك” عقداً لتقاسم إنتاج النفط والغاز بقيمة 4 مليارات دولار مع شركتين (هيدروكربونيتين) أوروبيتين: “إيني” الإيطالية، و”توتال” الفرنسية. و”سوناطراك” هي شركة مملوكة للدولة، ما يضفي مصداقية على فكرة أن الحكومة الجزائرية يمكن أن تستخدم هذه المؤسسة كأداة جيوسياسية، تماماً كما تفعل روسيا.
مع حرب أوكرانيا وتخريب خط أنابيب” نورد ستريم”، أصبح تنويع إمدادات الطاقة قضية ذات أهمية إستراتيجية للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. ويبدو أنَّ فكرة عزم الاتحاد الأوروبي على التخفيف من اعتماده على الطاقة الروسية. فقط لزيادة الاعتماد على أهم حليف لروسيا في شمال أفريقيا تأتي بنتائج عكسية. ويعطي اعتماد الاتحاد الأوروبي على الجزائر فقط المزيد من النفوذ لروسيا على أسعار الغاز وإمدادات الطاقة في القارة. وهو ما يحاول الاتحاد الأوروبي تجنبه بأي ثمن.
في شهرأكتوبر 2021، أغلقت الجزائر مجالها الجوي أمام الطائرات العسكرية الفرنسية. رداً على تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون حول تاريخ الجزائر. وبما أنّ موافقة الجزائر لا غنى عنها للجهود العسكرية الفرنسية في منطقة الساحل الأفريقي. زارت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن الجزائر لاسترضائها.
كذلك، فإن علاقات الجزائر مع إيران وجبهة البوليساريو آخذة في النمو. ووفقاً للجنرال الإيراني يحيى صفوي. فإن 22 دولة، من بينها الجزائر، مهتمة بشراء الطائرات من دون طيار الإيرانية. ما يسمح بشراكة متنامية بين البلدين من شأنها أن تزيد من قلق أوروبا والولايات المتحدة.
ستنمو علاقات الجزائر مع موسكو وطهران بشكل كبير وحميمي. وقد حان الوقت لأن تعترف الولايات المتحدة وأوروبا. بما تمثله الجزائر، وتتخذ الاحتياطات اللازمة بإبقاء الأعين مفتوحة على الجارة الجنوبية.