24 ساعة – متابعة
تتطلع ساكنة مدينة أكادير إلى إنتعاش في مختلف القطاعات الاقتصادية بعد تخفيف التقيد بإجراءات الحجر الصحي في جميع عمالتي و أقاليم جهة سوس ماسة، وذلك تبعا لقرار السلطات العمومية المتعلق بإمكانية استئناف العديد من الأنشطة الاقتصادية، بعدما فرضت التدابير المتخذة لمكافحة وباء “كوفيد 19” ومنع انتشاره طيلة ثلاثة أشهر واقعا جديدا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.
ويترقب المهنيون والفاعلون الاقتصاديون بمدينة أكادير، بعد الاعلان عن تخفيف الحجر الصحي، بعد الاستعدادات الجارية بمناطق عدة بالمدينة تحضيرا لموسم الصيف “أكادير 2020″، انطلاقا من حملات النظافة والتعقيم والتطهير، التي شملت المنطقة السياحية والحدائق والساحات العمومية وغيرها، تسريع استئناف مختلف القطاعات الاقتصادية، والنهوض بها خاصة القطاع السياحي والأنشطة المرتبطة به.
وتتطلع ساكنة مدينة الانبعاث إلى عودة قوية للقطاع السياحي، الذي يشكل أحد الأعمدة الثلاثة التي يتأسس عليها النسيج الاقتصادي لأكادير وجهة سوس ماسة، إلى جانب الفلاحة والصيد البحري، حيث تعتبر السياحة قطاعا يشغل الآلاف من الكفاءات واليد العاملة المؤهلة، كما ترتبط به مجموعة أخرى من الأنشطة الاقتصادية من قبيل الصناعات التقليدية، والمطاعم، والنقل وغيرها من الأنشطة التي تساهم في خلق العديد من فرص الشغل المباشرة وغير المباشرة.
وفي هذا الإطار، سجل مهنيون بأكادير أهمية قرار السلطات المغربية القاضي بالتخفيف من الحجر الصحي لتسريع استئناف الأنشطة الاقتصادية بالنسبة لآلاف المستخدمين المتوقفين عن العمل طيلة فترة الحجر الصحي التي فرضت من قبل السلطات المختصة لمكافحة وباء “كوفيد 19”.
وقال إدريس خدري، أحد الفاعلين الاقتصاديين، “إن تخفيف الحجر الصحي بشكل تدريجي سيمكن المواطن والفاعل الاقتصادي المغربي من العودة إلى الحياة الاقتصادية والاجتماعية بشكل آمن من الإصابة بفيروس كورونا المستجد”، داعيا كل الأشخاص خلال هذه الفترة إلى الالتزام بتدابير الوقاية والسلامة الصحية التي كانت مفروضة خلال الفترة الأولى من الحجر الصحي.
وأضاف أن كل إخلال بالدابير الوقائية قد يؤدي إلى انتكاسة والعودة إلى تدابير مشددة من الحجر الصحي، مشيرا إلى التدابير الاستباقية التي اعتمدها المغرب لمواجهة تفشي جائحة كورونا خففت بشكل كبير من انتشار الوباء، وجعلت المغرب نموذجا يحتدى في مواجهة الجائحة.
ومن جهته، قال يونس العيدوس، سائق سيارة أجرة صغيرة بمدينة أكادير، “بعد تخفيف الحجر الصحي بدأت المدينة تستعيد عافيتها ونشاطها المعهود”، معربا عن أمله في أن يعود النشاط السياحي بالمدينة إلى سابق عهده خصوصا مع استقبال فصل الصيف وإقرار تدابير أخرى للتخفيف من الحجر الصحي كالاصطياف بالشواطئ وغيرها..
وأضاف أنه، كسائق لسيارة الأجرة، استشعر نوعا من التحسن في مختلف الأنشطة على مستوى المدينة، وخاصة في قطاع سيارات الأجرة، مشيرا إلى أن استئناف هذه الأنشطة لا تغني عن التقيد والالتزام بما جاء في مخطط التخفيف الذي أقرته السلطات، والمتمثل في استغلال نسبة لا تتجاوز 50 في المائة من الطاقة الاستيعابية لسيارات الأجرة، والالتزام بقواعد النظافة وارتداء الكمامات.
من جهتها، أعربت فاطمة الوزاني، فاعلة جمعوية، عن استحسانها لقرار التخفيف من الحجر الصحي كبادرة لإعادة إنعاش القطاع السياحي بأكادير، مشيرة إلى أن هذا القطاع، إلى جانب الأنشطة المرتبطة به، شهد ظرفية صعبة خلال فترة فرض حالة الطوارئ الصحية والحجر الصحي.
وبالمقابل، حذرت الفاعلة الجمعوية ساكنة المدينة وزائريها من خطورة الاستهانة بالإجراءات الاحترازية التي وضعتها السلطات العمومية للحد من انتشار الفيروس، مسجلة في نفس الوقت أن المغاربة أبانوا خلال الأشهر الماضية عن وعي والتزام تامين بقواعد الحجر الصحي، مساهمة منهم في حماية أنفسهم ووطنهم.
يذكر أن السلطات العمومية أقرت مجموعة من الإجراءات والتدابير لتأطير مرحلة تخفيف الحجر الصحي وذلك وفق مجموعة من المحددات التي تروم تحقيق توازن بين تطورات الوضعية الوبائية في المملكة ، ومتطلبات العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية وإعادة تحريك عجلة الاقتصاد الوطني.
وأهابت بجميع المواطنات والمواطنين مواصلة التزامهم الكامل والتقيد الصارم بكافة التدابير الاحترازية المعلن عنها من تباعد جسدي، وقواعد النظافة العامة، وإلزامية ارتداء الكمامات الواقية، وتحميل تطبيق “وقايتنا” ، وذلك من أجل تنزيل المرحلة الثانية من تخفيف الحجر الصحي، مشددة على أنه في حالة ظهور أي بؤرة جديدة لهاته الجائحة، فسيتم العمل على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتطويقها والحد من تداعياتها السلبية.