الرباط- قمر خائف الله
عرف إنتاج الحليب بالمغرب خلال السنوات الأخيرة تراجعا بشكل مقلق، وتسبب في ندرة هذه المادة الحيوية، وهو ما خلق اضطرابا في الأسواق الوطنية، منذ نونبر من العام الماضي.
ووفق المعطيات التي جاءت بها وزارة الفلاحة والصيد والتنمية القروية والمياه والغابات فإنه في ظرف 3 سنوات، تدهور الإنتاج السنوي للحليب بأزيد من 500 مليون لتر، متراجعا من 2.5 مليار لتر سنة ،2019 إلى أقل من 2 مليار لتر سنة 2022، وهو ما يشكل تراجعا بنسبة 11 في المائة مقارنة مع سنة 2021 التي بلغ خلالها إنتاج المادة 2.25 مليار لتر.
بالإضافة إلى هذا وفي نفس المنحى تراجع عدد الأبقار المنتجة للحليب خلال السنوات الثلاث الأخيرة، من 1.820 مليون رأس إلى 1.670 مليون رأس، وهو ما يشكل تراجعا ب 150 ألف رأس، كما يمثل تراجعا بنسبة 5 في المائة مقارنة مع سنة 2021.
ولمجابهة هذا الوضع، أعلن رضوان عراش، الكاتب العام لوزارة الفلاحة والصيد والتنمية القروية والمياه والغابات، أن الوزارة خصصت دعما جديدا لاستيراد الأبقار الحلوب من الخارج، وتبلغ قيمة هذا الدعم 6000 درهم عن كل بقرة مستوردة، علما أن الدعم السابق الذي كانت الحكومة قد أقرته لتشجيع الاستيراد، كان محددا في 3000 درهم عن كل بقرة حلوب، في حال استيراد أزيد من 3 بقرات.
وقد جاء هذا الإعلان خلال لقاء نظمته شركة سنطرال دانون التي تعد أكبر فاعل منتج للحليب ومشتقاته في المغرب، ضمن فعاليات الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، الخميس، حول موضوع «حليب بلادي: برنامج سنطرال دانون في خدمة السيادة الغذائية في قطاع الحليب».
رشيد الخطاط، الكاتب العام لمجموعة سنطرال دانون، عزا هذا التراجع إلى الأزمات المتلاحقة التي مر منها القطاع، خصوص بسبب الجائحة الوبائية، وبعدها الحرب الأوكرانية الروسية، والتي أثرت عليه، خصوصا على مستوى تناسل الأبقار الذي لم يكن بالوتيرة المعتادة ، كما زادت سنوات الجفاف المتعاقبة في تدهور وضعية القطيع، وهو ما كان له انعكاس مباشر على تراجع الإنتاج.
ووصف المصدر ذاته هذه المبادرة التي تعتزم وزارة الفلاحة والصيد والتنمية القروية والمياه والغابات،خطوة ايجابية من شأنها أن تخفف الأعباء عن المربين والكسابة، وتشجيعهم على الاستيراد، موضحا أن استيراد البقرة الحلوب يكلف ما بين 25 إلى 30 ألف درهم، وهذا الدعم المعلن من شأنه أن يقلل التكاليف على الفلاح المستورد للأبقار الحلوب.
واعتبر رشيد الخطاط، أن هناك ضرورة قصوى اليوم لإعادة رفع حجم القطيع وتحسين جودته في اتجاه ضمان إنتاجية عالية، لبلوغ الاكتفاء الذاتي وضمان السيادة الغذائية في هذه المادة الحيوية.
وحسب الاحصائيات الرسمية للوزارة الوصية، تضم الضيعات الوطنية حاليا حوالي 1.67 مليون رأس تنتج 2 مليار لتر من الحليب. ويمثل الاستهلاك الفردي للحليب في المغرب ما بين 10 % إلى 15 % من إجمال إنتاج السلسلة.