24 ساعة ـ أسماء خيندوف
كشف تقرير “تيمس 2023″، الصادر عن الجمعية الدولية لتقييم التحصيل التربوي (IEA)، استمرار تراجع مستوى التلاميذ المغاربة في مادتي الرياضيات والعلوم، حيث احتل المغرب مراتب متأخرة على الصعيد العالمي، سواء بالنسبة لتلاميذ السنة الرابعة ابتدائي أو الثانية إعدادي، حيث استقرت نقاطه دون المعدل الدولي البالغ 500 نقطة، دون تسجيل أي تحسن مقارنة بتقرير 2019.
وفي تصريح خص به جريدة “24 ساعة“، أكد الحسين زاهدي، أستاذ التعليم العالي وخبير السياسات التربوية، أن تفسير وزارة التربية الوطنية لنتائج تقرير “تيمس” يفتقر إلى الشمولية، معتبرا أن الوزارة تقدم تبريرات “اختزالية” تعطل مواجهة حقيقية للمشكلة.
وأضاف أن الانخراط في هذه التقييمات الدولية خطوة إيجابية، لكن يجب استثمارها لتقديم حلول علمية مبنية على معطيات دقيقة تشمل السياقات المدرسية، المنزلية، وتجارب التلاميذ.
وأوضح زاهدي أن معالجة أزمة التحصيل الدراسي تتطلب رؤية شمولية تراعي جميع العوامل المؤثرة، وليس التركيز فقط على العوامل الصفية.
كما شدد على أهمية تجهيز المدارس لتصبح بيئات تعليمية محفزة وتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للطلاب، لافتاً إلى أن إلغاء برامج مثل “تيسير” و”مليون محفظة” يفاقم من مشكلات التعليم.
ودعا المختص إلى أهمية تبني مقاربة شمولية تشمل تأهيل المؤسسات التعليمية، تخفيف الضغوط الاجتماعية والاقتصادية، وتطوير السلوك التواصلي داخل المدارس. مؤكدا على تحسين المناهج الدراسية والالتزام بالهندسة اللغوية لضمان وضوح تدريس المواد العلمية للتلاميذ.
و من جانبه، أوضح عبد الوهاب السحيمي، عضو المجلس الوطني لتنسيقية الأساتذة حاملي الشهادات، أن تدريس الرياضيات والعلوم باللغة الفرنسية دون تحسين مستوى التلاميذ فيها يساهم في ضعف تحصيلهم.
و أضاف قائلا ” النتائج لم تكن مفاجئة، لأننا نشاهد يوميا كيف يواجه الأساتذة صعوبة في إيصال المفاهيم بسبب حاجز اللغة، حيث أن الأساتذة يركزون على تعليم اللغة بدلا من التركيز على المادة العلمية نفسها”.
ودعا السحيمي إلى ضرورة وضع برامج لغوية تواكب التلاميذ، محذرا من أن استمرار تدريس المواد العلمية بالفرنسية دون استراتيجية واضحة سيؤدي إلى نتائج كارثية في المستقبل.
كما يرى السحيمي أن معالجة أزمة التعليم في المغرب تتطلب جهودا شاملة ومتكاملة، بدلا من الحلول الجزئية التي لم تؤت أكلها حتى الآن.