الرباط- عماد مجدوبي
شهدت الأيام الأخيرة تصعيداً في لهجة جبهة البوليساريوالانفصالية ضد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بعد أن توالت انتكاستها على المستوى الإقليمي والدولي.
وتوجهت الجبهة المدعومة من الجزائر، بانتقادات لاذعة للأمين العام للأمم المتحدة، على لسان زعيمها ابراهيم غالي، وذلك على خلفية تقاريره الأخيرة حول قضية الصحراء المغربية.
هذه الانتقادات، مضمون رسالة مطولة بعثها زعيم الجبهة الانفصالية، أمس الثلاثاء 15 أكتوبر الجاري، إلى غوتيريش، تأتي في سياق سلسلة من الانتكاسات التي منيت بها الجبهة على الساحة الدولية، وتكشف، وفق مراقبين، عن حالة من الإحباط واليأس داخل أوساطها، وتدفع إلى طرح عدة تساؤلات حول أسباب هذا التصعيد وكيفية تفسيره.
انتكاسات متتالية
من الواضح أن البوليساريو تعاني من سلسلة من الانتكاسات على المستوى الدولي والإقليمي، حيث فشلت في تحقيق أي تقدم ملموس في أطروحتها الانفصالية، وتعرضت لضربات موجعة على الصعيد الدبلوماسي، مثل اعتراف دول عديدة، وآخرها فرنسا، بمغربية الصحراء وبأن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدمها الرباط، هي الحل الواقعي وذي المصداقية لهذا النزاع المفتعل.
في نفس السياق ، فشلت الجبهة في تقديم أي حلول واقعية للقضية، وتصر على مواقف متطرفة لا تلقى قبولا دوليا، مما يضعف موقفها التفاوضي ويجعلها تبدو كأنها عالق في الماضي.
كما تواجه البوليساريو ضغوطاً داخلية متزايدة، حيث يزداد سخط الشباب الصحراوي على قيادتها بسبب تدهور الأوضاع المعيشية في مخيمات تندوف، وعدم وجود أي أفق لحل سياسي.
وتلجأ الجبهة الانفصالية التي تتلقى دعما من جنرالات الجزائر إلى مثل هذه التصعيدات الإعلامية بهدف حشد أنصارها داخلياً وخارجياً، وإظهار أنها لا تزال قوية ومتمسكة بمبادئها، رغم كل الصعوبات التي تواجهها.
الهجوم يعكس حالة من اليأس
يعكس الهجوم على الأمين العام للأمم المتحدة يعكس حالة من اليأس والإحباط داخل قيادة البوليساريو، فهم يدركون جيداً أنهم فقدوا الكثير من الدعم الدولي، وأن الأمم المتحدة لا تستطيع أن تلزم المغرب بتطبيق حلول لا يقبل بها. لذلك، فهم يحاولون تحميل الأمم المتحدة مسؤولية فشلهم، والضغط عليها لتغيير موقفها.
غوتيريش يكشف زيف ادعاءات البوليساريو
يزعم غالي، في رسالته إلى غوتيريش، إلى أن المغرب من ”انتهك وقف إطلاق النار لعام 1991 والاتفاقات العسكرية ذات الصلة، بما في ذلك الاتفاق العسكري رقم 1، في 13 نوفمبر 2020”. في حين أن التقرير شبه النهائي الأخير، الصادر عن الأمين العام للمنظمة الأممية، أكد بما لا يدع مجالا للشك أن ”البوليساريو”، أقدمت على إطلاق الصواريخ نحو الصحراء المغربية، حيث أبلغت القوات المسلحة الملكية المغربية بعثة المينورسو عن 164 هجومًا، 75% منها تركزت في منطقة المحبس.
وأبرز التقرير الانتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب على الساحة الدولية، من خلال دعم دول مثل فرنسا وتشاد لسيادته على الصحراء. كما سلط الضوء على الاستثمارات الكبيرة التي يقوم بها المغرب في المنطقة، مما يعزز من توسعه واندماجه في الاقتصاد العالمي.
فضح التقرير زيف ادعاءات جبهة البوليساريو حول تعرضها لهجمات واسعة من قبل القوات المغربية، مؤكداً أن معظم الصواريخ التي أطلقتها سقطت في مناطق خالية، وأن البوليساريو تمنع بعثة الأمم المتحدة من التحقيق في تلك الهجمات. كما كشف التقرير عن قيام البوليساريو بتزويد نفسها بطائرات مسيرة، مما يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكد التقرير أن جبهة البوليساريو تواصل عزل نفسها عن المجتمع الدولي من خلال رفضها التعاون مع بعثة الأمم المتحدة، ووضع العراقيل أمام عملها. كما أن استمرارها في إطلاق الصواريخ يؤكد على طابعها الإرهابي، ويعزز من عزلتها على الساحة الدولية.
خلاصة القول أن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، يعتبر انتصاراً دبلوماسياً جديدا وكبيراً للمغرب، ويضع المملكة في موقع قوة في المفاوضات حول الصحراء. كما أنه يضع جبهة البوليساريو في موقف دفاعي، ويؤكد على ضرورة التزامها بالحل السياسي المقترح من المغرب، لذلك لا غرابة أن يتم مهاجمة غوتيريش بهذا الشكل.