نشر بشراكة مع DW العربية
حقّق الرئيس الأميركي دونالد ترامب الساعي للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات المقررة الأسبوع المقبل انتصاراً كبيراً الإثنين بالتوقيت المحلي، بمصادقة مجلس الشيوخ على تعيين مرشّحته القاضية المحافظة إيمي كوني باريت عضواً في المحكمة العليا وبالتالي تكريس هيمنة اليمين على أعلى هيئة قضائية في الولايات المتّحدة.
وأيّد 52 عضواً، جميعهم جمهوريون، تعيين القاضية المحافظة، في حين صوّت ضدّ هذا التعيين 48 سناتوراً، بينهم سناتورة واحدة جمهورية والبقية ديموقراطيون، وبذلك تصبح باريت ثالث عضو يعيّنه ترامب في المحكمة العليا، التي بات المحافظون يتمتّعون فيها بأغلبية الضعف (ستة قضاة محافظين مقابل ثلاثة ليبراليين)، علماً بأنّ هؤلاء الأعضاء يعيّنون مدى الحياة.
“شخصية ذهبية”
وقبل أن تتم مصادقة مجلس الشيوخ على تعيين المرشّحة إيمي كوني باريت، أثنى ترامب على ذلك واصفاً الحدث بأنّه “يوم تاريخي لأميركا”. وقال خلال مراسم أداء القاضية المحافظة قسم اليمين في حفل أقيم في حديقة البيت الأبيض وحضره جمع بينه عدد من البرلمانيين “هذا يوم تاريخي لأميركا ولدستور الولايات المتحدة ولحكم القانون العادل وغير المتحيّز”، دون أن ينسى ذكر “مزايا باريت ومؤهلاتها التي لا تشوبها شائبة” و”سخائها في الإيمان” و”شخصيتها الذهبية”، وفق تعبير الرئيس الأميركي.
من جهتها قالت القاضية الكاثوليكية المتديّنة البالغة من العمر 48 عاماً عقب أداءها القسم أمام عضو المحكمة العليا القاضي كلارنس توماس “أقف هنا الليلة بكل فخر وتواضع”.
لكنّ هذه الأم لسبعة أطفال والمعارضة للإجهاض وعدت بإبعاد قناعاتها الشخصية عن عملها في محراب العدالة، وقالت إنّ عدم فعل ذلك يكون “تقصيراً في أداء الواجب”.
وستشغل القاضية باريت اعتباراً من اليوم الثلاثاء مقعدها في المحكمة العليا خلفاً للأيقونة التقدّمية والنسوية القاضية روث بادر غينسبورغ التي توفيت في 18 سبتمبر قبل أسابيع من موعد الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الثالث من نوفمبر.
تأثير على الانتخابات؟
وبمصادقة مجلس الشيوخ على تعيين باريت، بات بإمكان ترامب استغلال هذا الانتصار في جولاته الانتخابية لحشد التأييد في الولايات المتأرجحة وتقليص الفارق مع خصمه الديموقراطي جو بايدن الذي يتصدّر حالياً استطلاعات الرأي.
وتظهر البيانات أن الديموقراطيين يتصدّرون السباق في التصويت المبكر في ولايات يتوقّع ان تشهد معركة انتخابية حامية، إلا أن تعويض ترامب لتأخره يوم الاستحقاق أمر لا يستبعده الديمقراطيون.
ولم يتضّح بعد ما إذا كان هذا الأمر سيقلب مسار الاستحقاق بالنسبة للرئيس الجمهوري الذي يتّهمه خصمه بالاستسلام لجائحة كوفيد-19، علماً أن الاستطلاعات تبيّن أن الناخبين بغالبيتهم غير راضين على طريقة إدارته للأزمة الصحية.
يذكر أنه وفي مراسم أداء القسم، ذكرت تقارير إعلامية متطابقة أن لا أحد في حديقة البيت الأبيض كان يرتدي كمامة.
ويطرح بعض المحللين أن تثبيت باريت وبذلك سيطرة الجمهوريين على أعلى سلطة قضائية في البلاد، قد يلعب دوراً مهماً في مجرى الأحداث، خاصة إذا خسر ترامب الانتخابات بفارق ضئيل وأراد الطعن في نتائج الانتخابات.