24 ساعة-وكالات
صعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهجته ضد الصين، محذرا من أن بكين ليست مستثناة من الحملة الجمركية التي تقودها واشنطن، وذلك غداة إعلان الولايات المتحدة عن إعفاءات مؤقتة لبعض المنتجات التكنولوجية الصينية، في مقدمتها الهواتف الذكية والحواسيب وأشباه الموصلات.
وقال ترامب عبر منصته “تروث سوشال” إن “لا أحد في مأمن، خصوصا الصين التي تسيء إلينا أكثر من أي بلد آخر”، مؤكدا عزمه الإعلان خلال الأيام المقبلة عن رسوم جمركية جديدة على أشباه الموصلات المستوردة، والتي ستدخل حيز التنفيذ في المستقبل القريب، وفق تعبيره.
ورفض الرئيس الجمهوري الإفصاح عن الإجراءات المرتقبة بشأن باقي الأجهزة الإلكترونية، مكتفيا بالإشارة إلى أن بعض المنتجات قد تحظى بمرونة معينة، بحسب ما ستسفر عنه المشاورات مع الشركات الأمريكية.
وفي تصريحات سابقة، كشف وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك عن نية واشنطن فرض رسوم إضافية على المنتجات الصيدلانية كذلك خلال شهر أو شهرين، مشددا على ضرورة تقليل الاعتماد على الصين في الصناعات الحيوية كالأدوية وأشباه الموصلات.
من جهتها، وصفت وزارة التجارة الصينية تخفيف الرسوم الأمريكية بأنها خطوة صغيرة، داعية واشنطن إلى إلغاء ما أسمته بالممارسات الخاطئة والعودة إلى منطق الاحترام المتبادل. كما حذر الوزير الصيني وانغ وينتاو من أن الرسوم الجمركية الأمريكية قد تلحق أضرارا جسيمة بالدول النامية، وصولا إلى التسبب في أزمة إنسانية، وفق تعبيره.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه الأسواق المالية حالة من التوتر، مع تقلبات حادة في الأسهم، وارتفاع أسعار الذهب، وتزايد الضغط على سوق الديون الأمريكية.
في المقابل، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ، عشية بدء جولة آسيوية تشمل فيتنام وماليزيا وكمبوديا، أن بلاده “تتمسك بالنظام التجاري المتعدد الأطراف” وترفض “الحمائية التي لا تؤدي إلى أي نتيجة”، بحسب ما نقلته وكالة “شينخوا” الصينية.
وتحتل منطقة جنوب شرق آسيا مكانة محورية في التجارة الصينية، حيث بلغت قيمة الصادرات نحو دول “آسيان” 586,5 مليار دولار سنة 2024، وفق بيانات الجمارك الصينية.
ويأتي هذا التصعيد الأمريكي رغم إشارات سابقة عن تحسن محتمل في العلاقات، إذ سبق لترامب أن عبر عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري جديد مع بكين، في ظل تبادل تجاري بلغ 500 مليار دولار سنويا، تميل كفته بشدة لصالح الصين.