الدار البيضاء-أسماء خيندوف
يشهد السوق المغربي للفلفل حالة من التوتر غير المسبوقة، بسبب الطلب الأوروبي المرتفع مقارنة بحصاد أقل من المعتاد. وأدت هذه الظروف إلى ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق، وذلك نتيجة للمزيج بين العرض المحدود والاهتمام المتزايد من قبل المستوردين.
وفي هذا السياق، أوضح أمين أمانة الله، منتج بأكادير، في تصريح لمنصة “فريش بلازا” المتخصصة في صادرات الفواكه والخضر أن “أوروبا واجهت صعوبات كبيرة هذا العام، خاصة في إسبانيا، بسبب مشاكل في صحة النباتات التي أثرت بشكل كبير على المحاصيل”.
وأضاف: “نواجه في المغرب أيضا بعض الفيروسات، ولكن تأثيرها لا يزال ضمن النسب المعتادة، ويتجه المشترون الأوروبيون بشكل متزايد نحو الفلفل المغربي”.
تركز الإنتاج بشكل أساسي في منطقة سوس ماسة، حيث تأثرت المحاصيل بشدة من الظروف المناخية القاسية. وذكر أمين أمانات الله أن “البرد تسبب في بداية الموسم بتأخير نمو المحاصيل، مما خفض الإنتاج بنسبة 30% مقارنة بالعام الماضي”. وأشار إلى أن “من المتوقع أن تتحسن المحاصيل في أبريل وتستمر حتى نهاية الموسم في مايو”.
وأكد المختص أن “أسعار الفلفل المغربي تضاعفت هذا العام لتصل إلى ثلاثة أو أربعة أضعاف مقارنة بالعام الماضي”. واعتبر أن الوضع الاستثنائي في إسبانيا يجعل المقارنة مع السنوات الماضية أمرًا صعبًا.
تستمر الأسواق الأوروبية الكبرى مثل ألمانيا والمملكة المتحدة وهولندا وفرنسا وإسبانيا في استقبال الفلفل المغربي، حيث يزداد الطلب على أصناف مثل كاليفورنيا والفلفل الأحمر وكابيا، إضافة إلى الفلفل الأخضر الطويل القياسي بشكل أقل.
ويتكيف المصدرون المغاربة مع هذه الظروف من خلال تعديل استراتيجياتهم لتلبية الطلب المتزايد، وسط التغيرات الكبيرة التي طرأت على التوازنات التقليدية بين العرض والطلب.