الدار البيضاء-أسماء خيندوف
سجل المغرب أول حالة إصابة بمتلازمة “كرونكايت-كندا”، لدى امرأة تبلغ من العمر 50 عامًا، وفق ما كشفت عنه دراسة حديثة نشرتها مجلة Cureus العلمية.
وأفادت المجلة المتخصصة أن هذه المتلازمة النادرة، التي لا تزال أسبابها وعلاجها غير واضحين، تصيب الجهاز الهضمي والجلد، وتتجلى أعراضها في ظهور سلائل هضمية، إلى جانب فقدان الشهية والتعب وتساقط الشعر والتصبغات الجلدية واضطرابات الأظافر.
أوضحت الدراسة أن الباحثين أجروا مراجعة شاملة للبيانات المتاحة في قاعدة PubMed، بحثًا عن حالات سابقة في المغرب، إلا أنهم لم يعثروا على أي تسجيل مماثل، مما يجعل هذه الحالة هي الأولى من نوعها في البلاد. وعلى المستوى العالمي، تم توثيق أكثر من 500 حالة، 75% منها في اليابان، مما يبرز ندرة هذه المتلازمة.
وبالنسبة للمريضة، فقد ظهرت عليها الأعراض بشكل تدريجي على مدى عام كامل، بداية من فقدان الشهية والتعب، لتتفاقم حالتها لاحقًا مع آلام في البطن وتساقط الشعر وظهور تصبغات على اليدين. ولم تكن لديها أي سوابق مرضية أو تاريخ عائلي مشابه، وهو ما صعّب عملية التشخيص.
خضعت المريضة لفحوصات دقيقة، شملت التحاليل المخبرية، التي أظهرت ارتفاعًا في عدد كريات الدم الحمراء، بينما بدت وظائف الكبد والكلى طبيعية، ولم يتم رصد أي عدوى بكتيرية أو طفيلية. كما كشف تنظير المعدة والقولون عن وجود سلائل متعددة وتورم في بطانة الجهاز الهضمي، وأكدت الخزعات النسيجية وجود تغيرات التهابية مميزة للمتلازمة.
وفي ظل غياب بروتوكول علاجي محدد، واجه الأطباء صعوبة في تحديد مسار العلاج. ومع ذلك، خضعت المريضة لعلاج بالكورتيكوستيرويدات لمدة عشرة أيام، إلى جانب تغذية وريدية لتعويض النقص الغذائي، فضلاً عن تناول مكملات غذائية لدعم صحتها ومناعتها.
وأبرزت الدراسة أن المريضة بدأت تظهر تحسنا تدريجيا بعد ثلاثة أشهر من العلاج، حيث انخفض معدل الإسهال لديها، واستعادت شهيتها، كما اكتسبت بعض الوزن، مما يعكس استجابة إيجابية للعلاج رغم تعقيدات الحالة.