سليمة أميرة
تتعرض الشركات لضغوط متزايدة على الصعيد العالمي من أجل التعجيل بتقدمها نحو تحقيق أهداف الاستدامة وذلك من خلال بناء مجموعة متنامية من القدرات البيئية والاجتماعية وتلك المتعلقة بالحوكمة. في السنوات الأخيرة، أصبح عدد متزايد من الشركات يقدر أهمية الممارسات البيئة والاجتماعية وحوكمة الشركات، وصاروا يتبنون أهداف في هذا الصدد، كصافي الانبعاثات الصفرية، الاستعمال الإيجابي للمياه وصفر نفايات، وغيرها من أهداف الاستدامة طويلة الأجل.
هناك أيضا حس تجاري سليم وراء تبني ممارسات الأعمال المستدامة. وفقا لشركة McKinsey and Company، تقلل الاستدامة من التكاليف ويمكن أن تؤثر على الأرباح بنسبة قد تصل إلى %60.
لتسريع التقدم نحو اقتصاد عالمي خال من الكربون، على المنظمات من جميع الأنواع والأحجام والقطاعات تغيير ممارساتها الحالية. ويشمل ذلك إدارة بصمتها البيئية بفعالية أكثر، ودمج الاستدامة من خلال مؤسساتها وسلاسل القيمة، والقيام باستثمارات تجارية استراتيجية تولد القيمة. هذه ليست مهمة هينة – وتبدأ بحل مشكلة البيانات.
لا يمكننا فقط التحدث عن الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات(ESG)-يجب علينا قياسها.
لتعزيز جداول أعمال الاستدامة الخاصة بهم، لا تحتاج المنظمات إلى تحديد أهداف الاستدامة فحسب، بل إلى تتبعها أيضا. لا يمكنك التقدم فيما لا يمكنك قياسه. ومع ذلك، يكمن التحدي في أن العديد من الشركات تواجه تجزئة في البيانات لاتمكنها من الوصول الدقيق وفي الوقت المناسب إلى المعلومات التي تحتاجها لمراقبة جهود الاستدامة الخاصة بها. قد يكون من الصعب توحيد هذه المعلومات في بطاقة أداء استدامة واحدة أو تتبع التقدم المحرز بالنسبة لأهدافها سنة بعد سنة.
تحتاج المؤسسات إلى ذكاء بيانات مركزي سهل الوصول لاتخاذ القرارات اللازمة لحل هذه المشكلات المعقدة، محققة توازن بين كل من الأعمال التجارية ومعايير الممارسات البيئة والاجتماعية والحوكمة لتوجيه رأس المال نحو فرص الاستثمار توازن بين النمو والتأثير.
يشير تقرير صادر عن PWC إلى أن إدارة البيانات وإعداد التقارير بنظام السحابة يمكن أن تساعد في دعم من القدرات البيئية والاجتماعية وتلك المتعلقة بالحوكمة من خلال أتمتة العمليات وتوحيد البيانات، مما يوفر شفافية متزايدة داخل المؤسسة حيث يسعى المسؤولون إلى فهم المخاطر الاجتماعية والبيئية المتنوعة بشكل أفضل.
وفي حين أنه من المهم تحديد الفرص المتاحة للحد من استهلاك الطاقة وانبعاثاتها، فمن الضروري أيضا اعتماد أنظمة متكاملة لتسهيل الانتقال إلى الطاقة النظيفة. كما لاحظت مايكروسوفت، لن يكون هذا مسارا مستقيما بالنسبة لمعظم المؤسسات: سيتطلب درجة معينة من المرونة مع تغير الأسواق والبنى التحتية للطاقة الخارجة عن سيطرتها. لكن الأدوات الذكية يمكن أن تساعد المؤسسات على التنبؤ بالتغييرات والتكيف معها مع الاستمرار في تسريع التقدم.
بالنسبة لمدراء تقنية المعلومات، يبدأ تتبع الانبعاثات “في المنزل”
بينما تعمل المنظمات نحو صافي انبعاثات كربونية صفرية، ترى ديلويت أنه على المؤسسات اعتماد مراكز بيانات أنظف وأكثر اخضرارا واستبدال طاقة الشبكة القائمة على الوقود الأحفوري بموارد متجددة. وبالمثل، ذكرت أكسنتشر أن عمليات الترحيل السحابية تمكن من تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 59 مليون طن سنويا، ما يعادل سحب 22 مليون سيارة من حركة السير.
بالنسبة للمؤسسات التي تعمل على تحقيق أهداف صافي الصفر، يعد التخلص من الانبعاثات من عمليات تكنولوجيا المعلومات الخاصة بها جزءا مهما من هذه الرحلة. يمكن أن تؤثر كيفية قيام مدراء تقنية المعلومات بنشر أدوات تكنولوجيا المعلومات الخاصة بهم وتكوينها على البصمة البيئية لأنظمتهم الخاصة. يتمثل أحد التحديات الرئيسية في ضمان حصول المؤسسات على الشفافية والرؤى التي تحتاجها لإدارة بصمتها البيئية، وتضمين مبادرات الاستدامة في جميع أنحاء المنظمة وسلسلة القيمة لخلق قيمة جديدة.
تعد عملية الترحيل السحابية جزءا مهما من رحلة الاستدامة لمديري المعلومات. كماتعد مراكز البيانات المحلية كثيفة الاستخدام للموارد، وكإحدى الطرق التي يمكن للمؤسسات من خلالها تقليل تأثيرها البيئي وزيادة قيمة الأعمال،استبدال الأدوات أو الأنظمة أو الأنشطة بخيارات أكثر كفاءة. يمكن أن يكون لنقل أعباء العمل إلى السحابة، على سبيل المثال، تأثير كبير على البصمة الكربونية للمؤسسة، مما يزيدمن كفاءة الكربون والطاقة، ويساعد الشركات على الوصول إلى أهداف خفض الانبعاثات. في الواقع، يمكن أن يؤدي نقل أعمال الشركة إلى Microsoft Azure إلى زيادة كفاءة الكربون بنسبة تصل إلى 98بالمائة وزيادة كفاءة الطاقة بنسبة تصل إلى 93 بالمائة مقارنة بالخياراتالمتاحةداخل الشركة.
توحيد التحليل الذكي للبيانات
لإدارة تقارير وجهود الاستدامة بشكل فعال وتحويل الأعمال، تحتاج المؤسسات إلى الحصول على رؤية أكثر وضوحا فيما يتعلق بأنشطة الاستدامة عبر أعمالها وكذا سلسلة القيمة.
يعد توحيد التحليل الذكي للبيانات أمرا بالغ الأهمية لتحسين إعداد تقارير الاستدامة ولإدارة الجهود. تستخدم معظم المؤسسات مجموعة متنوعة من طرق الحصول على البيانات، من عمليات استخراجالملفاتيدويا، إلى الاتصالات بمصادر البيانات المتباينة. من الناحية المثالية، ينبغي جمع هذهالبيانات وتحويلها إلى تنسيق مشترك يتيح تحويل البيانات الخامة إلى انبعاثات محسوبة، ويخلق تصورا للتأثير البيئي للمنظمة، ويسلط الضوء على المجالات التي تحتاج إلى المزيد من الاهتمام وتلكالتي تم إحراز التقدم فيها.
الاستدامة في صميم أعمالنا، وذلك لأكثر من عقد من الزمان – من تحسين عملياتنا الخاصة إلى إنشاء مجموعة من العملاء والشركاء يتعلمون ويعملون معا لتعزيز طموحاتهم في مجال الاستدامة. من خلال التعاون، وتقديم حلول مخصصة في الاستدامة، والاستثمار في المساواة المناخية والابتكار، نحن ملتزمون بقيادة التحول لبناء العالم الذي يحتاجه كل شخص ومنظمة للازدهار. وبهذا، نركز على توحيد التحليل الذكي للبيانات.
بناء بنية أساسية مستدامة لتكنولوجيا المعلومات
خاصة بالنسبة لشركة مثل مايكروسوفت، والتي تهدف إلى مساعدة المؤسسات في جميع أنحاء العالم على الابتكار من خلال التكنولوجيا، لا يمكن أن يكون دورنا المتعلق بالمناخ أكثر وضوحا. ستخلق الخدمات الرقمية القائمة على السحابة والاستخدام الأفضل للبيانات والتقدم السريع في الذكاء الاصطناعي فرصا جديدة لنا لمساعدة كل مؤسسة على تحقيق المزيد من التقدم في تلبية احتياجات المناخ والطاقة في العالم. يتضمن ذلك تجاوز التقاط البيانات لمساعدة العملاء على تجميع بيانات الاستدامة بطريقة قابلة للتنفيذ.
تمكن Microsoft Cloud for Sustainability المؤسسات من تسريع تقدم الاستدامة من خلال الجمع بين مجموعة متزايدة من القدرات البيئية عبر محفظة Microsoft Cloud بالإضافة إلى حلول من نظامنا العالمي من الشركاء.
معا، نمكن المؤسسات من اكتساب الشفافية والرؤى التي تحتاجها لإدارة بصمتها البيئية، وتضمين الاستدامةفي مؤسساتهم وسلسلة القيمة الخاصة بهم، وخلق قيمة جديدة في مشهد متغير.
*المديرة العامة لشركة مايكروسوفت المغرب