الرباط-عماد مجدوبي
ألقت الشرطة الوطنية الإسبانية القبض على محامٍ، ومدير أكاديمية تدريب، وأربعة من أساتذة المركز في مدينة مليلية المحتلة، بتهمة التورط في عمليات احتيال تتعلق بالدورات التدريبية اللازمة للحصول على تصريح الإقامة للأجانب في إسبانيا، أغلبهم مغاربة.
وأفادت وسائل إعلام إسبانية، أن هذه الخطوة جزءاً من الإجراءات الممهدة للحصول على تصريح إقامة قانوني في البلاد.
ونقلت عن مصادر بالشرطة العليا أن أعضاء وحدة مكافحة شبكات الهجرة غير القانونية وتزوير الوثائق (UCRIF) قاموا باعتقال هؤلاء المتهمين الستة، إلى جانب استجواب 23 شخصاً آخر، معظمهم من الطلاب المسجلين في تلك الدورات.
وتحقق السلطات في مدى تورطهم بالمخالفات المتعلقة بالدورات التي تُقدم خصيصاً للمواطنين الأجانب بهدف الحصول على تصريح الإقامة عبر مبادرة “Arraigo para la Formación” .
بدأت التحقيقات في أواخر سنة2024، بناءً على معلومات تشير إلى أن الأكاديمية المعنية تقدم شهادات تدريب مهني للأجانب بشروط يُعتقد أنها تتضمن أنشطة احتيالية.
وأوضح المصادر أن المحامي المعتقل كان يستهدف مواطنين مغاربة يحملون وثائق إقامة في منطقة شنغن، حيث عرض عليهم تسوية وضعهم القانوني في إسبانيا مقابل تسجيلهم في الدورات المهنية.
ووفق رواية الشرطة الإسبانية، كان المحامي يتلقى مبالغ مالية نقدية من هؤلاء الأفراد بالتنسيق مع مدير الأكاديمي، وكشفت التحقيقات أن الأكاديمية كانت تُصدّر شهادات مهنية من المستوى الأول للأجانب مقابل حوالى 1000 يورو، بغض النظر عما إذا كانوا قد استوفوا متطلبات الحضور والمعرفة اللازمة للالتحاق بالدورة.
وأشارت إلى ضرورة إثبات الطلاب كفاءتهم اللغوية ومستوى حضورهم في الفصول الدراسية كجزء من شروط الحصول على التصاريح.
وأكدت الأدلة التي جمعتها الشرطة وجود “نقص كبير في المعرفة باللغة الإسبانية” بين بعض الطلاب المشاركين، إلى جانب العديد من الامتحانات التي لم يتم الإجابة على أسئلتها. وعلى الرغم من ذلك، حصل هؤلاء الأفراد على الشهادات المهنية الصادرة عن الأكاديمية كخطوة تتيح لهم الحصول على تصريح إقامة قانوني.
وأسفرت العملية الأمنية عن اعتقال المحامي ومدير الأكاديمية وأربعة أساتذة، بالإضافة إلى توجيه التهم إلى 21 طالباً يُشتبه في مشاركتهم في هذه الأنشطة. ومن المتوقع أن تشمل التحقيقات طلاباً آخرين خارج مدينة مليلية.
تعمل السلطات حالياً على استكمال الإجراءات القانونية مع جميع الأطراف المتورطة.