24ساعة-الرباط
تم اليوم الجمعة بالرباط بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية التوقيع على اتفاقية هبة خزانة الكاتب الصحفي الفرنسي الراحل، فيليب كايار، لفائدة المكتبة.
ووقع اتفاقية هذه الهبة التي تضم ما يعادل 1600 مؤلف، كل من تيلي كايار، أرملة فيليب كايار المتوفى سنة 2019، ومدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، محمد الفران.
وأعرب الفران في كلمة بالمناسبة، عن سعادته بالتوقيع اتفاقية هبة خزانة “الراحل فيليب كايار، الصحفي والكاتب والمؤرخ العظيم الذي جعل من إفريقيا قضية، ومن استقلال المستعمرات الفرنسية الإفريقية مهمة، ومن الانتماء لإفريقيا سبب وجود”.
الفران إنه يود، باسم موظفي المكتبة الوطنية ومرتاديها، أن “يشيد بهذه الشخصية العظيمة من شخصيات الآداب والعلوم لدفاعه عن القيم العالمية للتسامح والحوار بين الشعوب والتعايش والعيش معا”.
كما توجه مدير المكتبة الوطنية بالشكر لكايار، أرملة الصحفي المخضرم، “التي تكرمت بتقديم هذه الهبة الثمينة للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية” ووضعت أعمال المتوفى رهن الإشارة، وكذا لوزير الشباب والثقافة والتواصل، “الذي التزم بشكل شخصي حتى تصل هذه المجموعة الأدبية الجميلة إلى رفوف المكتبة الوطنية للمملكة”.
من جانبها، قالت كايار إنها سعيدة للغاية لتمكنها من تسليم مجموعة من أكثر من 1600 كتاب من كتب زوجها الراحل إلى المكتبة الوطنية للمملكة، بما في ذلك الروايات وكتب التاريخ والصحف والوثائق الأخرى لتعود بالفائدة على الطلبة والباحثين الراغبين في تعميق معرفتهم بالعديد من الموضوعات المتعلقة بإفريقيا المستعمرة وما بعد الاستعمار.
واستعرضت أرملة الفقيد في كلمتها المسار البارز لزوجها بالإضافة إلى خصاله الإنسانية العديدة، شاكرة “من أعماق القلب” جميع الأطراف التي ساهمت في إنجاح هذا الحدث من خلال احترافيتهم ودعمهم خلال جميع مراحل نقل الكتب.
وأشارت إلى أن “هذه المجموعة تشكل مصدرا مكتوبا تاريخيا وتعليميا فريدا”، معربة عن ارتياحها لفكرة أن مجموعة كتب زوجها ستكون قادرة على الحصول على “حياة ثانية” مع المكتبة.
من جانبها، أعربت لطيفة مفتقر، مديرة مديرية الكتاب في وزارة الشباب والثقافة والتواصل، عن امتنان الوزارة لكايار على هذه الهبة من الكتب والوثائق التي ستثري المجموعة الثمينة للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية” والتي ستوفر للعموم وثائق جيدة بالنظر إلى تجربة الراحل.
من جهته، أعرب الصحفي حميد برادة، الذي كان صديقا للراحل فيليب گايار، عن شكره للسلطات الوصية على قطاع الثقافة المغربي التي تقف وراء هذا الحدث، ولتيلي گايار التي حرصت على أن تظل كتب المتوفى “ذات نفع إلى ما بعد وفاته”، مضيفا أن الراحل كان “رجلا استثنائيا” نظرا لمساره المهني البارز.
كما توقف برادة عند مساهمة الراحل فيليب كايار في صياغة عدة كتب منها “العربي واليهودي” ، الذي نظم الفقيد بشأنه نقاشا بين السيد برادة والصحفي غاي سيتبون، مؤكدا في الوقت ذاته أن الراحل تمكن من إجراء مقابلة مع جاك فوكار، مستشار الشؤون الإفريقية للرئيس ديغول والعديد من الرؤساء الآخرين من بعده الذين كتب لهم كايار “ثلاثة أجزاء من المذكرات”.
من جهته، أشار إدريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج وصديق الفقيد، في كلمته، إلى أن أعمال الراحل فيليب گايار تشهد على النزاهة والمهنية اللتين ميزتا مساره المهني باعتباره صحفيا.
وفي ما يتعلق بأهمية هذه الهبة، أوضح اليزمي أن كتب الراحل هي شهادات لا تقدر بثمن تتعقب “عمليات الانتقال نحو الاستقلال، وبروز الحلم الإفريقي والتحول نحو اليوتوبيا الإفريقية”، وكلها أمور سيكتشفها الطلبة والباحثون المغاربة.
يشار إلى أن فيليب كايار توفي سنة 2019، وكان الراحل صحفيا وكاتبا ومؤرخا بارزا. وشغل عدة مناصب، بما في ذلك منصب المستشار الإعلامي للرئيس السنغالي ليوبولد سيدار سنغور، ورئيس تحرير مجلة كون أفريك، ومستشار وزير الإعلام الكاميروني وكذلك مؤسس ومدير اليومية السنغالية “لوسولاي”.