الرباط-عماد مجدوبي
علمت ”24 ساعة”، أن جميع المحاولات التي قام بها، محمد مهدي بنسعيد، وزير الثقافة والشباب والتواصل وعضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، لتولي منصب رئاسة المجلس الجماعي للعاصمة الرباط، بعد استقالة أسماء أغلالو، قد بدأت بالفشل الذريع.
صراع أحزاب الأغلبية على مناصب المسؤولية، في عدة واجهات، وبشكل أخص بين ”البام” و ”الأحرار”، يضع أطماع الوزير بنسعيد في أن يتولى منصب رئاسة المجلس الجماعي للرباط، تذهب أدراج الرياح، وفق مصادر الجريدة.
وكان بنسعيد ينوي استنساخ تجربة كل زميليه في الحزب، فاطمة الزهراء المنصوري التي تشغل منصب عمدة مراكش، وعبد اللطيف وهبي رئيس جماعة تارودانت، وتجربة رئيس الحكومة عزيز أخنوش في أكادير، لكن طموحات بنسعيد، وفق المصادر، اصطدمت بعدة عوائق، أبرزها رغبة أحزاب الأغلبية في بقاء العمدة بيد التجمع الوطني والأحرار، إضافة إلى التطاحن الدائر بين هذه المكونات لرئاسة جهة الشرق، بعد اعتقال عبد النبي بعيوي، حيث يرأس الجهة المذكورة الإستقلالي عمر حجيرة في انتظار ما ستؤول إليه الأمو. كما تخوض الأحزاب الثلاثة المكونة للحكومة، صراعا آخرعلى نيل رئاسة مجلس مقاطعة العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، بعد سجن سعيد الناصري، على خلفية ما بات يعرف بملف ”إسكوبار الصحراء”.
ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل ظهر إلى الواجهة تطاحن طرفيه كل حزبي الأحرار والبام، والذي سيكون له تأثير على السباق في نيل منصب رئاسة عمودية الرباط، ويتعلق الأمر بتجديد هياكل مجلسي النواب والمستشارين، بعد حوالي شهر من الآن.
وفي ظل الحديث عن تعديل وزاري مرتقب، مباشرة بعد افتتاح الدورة التشريعية الربيعية، قد يزيد أيضا من شدة التسابق على المناصب بين مكونات الأغلبية، ومن المرجح أن يكون له تأثير على مساعي بنسعيد لنيل منصب عمودية الرباط.
ووفق معطيات ”24 ساعة”، يتعرض أخنوش، بصفته رئيسا لحزب التجمع الوطني للأحرار، لضغوطات متزايدة من أجل قطع الطريق على رشيد الطالبي العلمي للبقاء في كرسي رئاسة مجلس النواب.
.
وأكدت مصادر الجريدة أن حزب الأصالة والمعاصرة لا ينظر بعين الرضى إلى استمرار العلمي في هذا المنصب، بل إن مصادرنا لم تستبعد أن يدخل “البام” السباق بسعيه إلى رئاسة الغرفة الأولى في المدة المتبقية لهذه الولاية.
في سياق متصل، أوضح مصدر من داخل مجلس جماعة الرباط، بأن بنسعيد، كان فعلا قد قام بعدة محاولات لنيل المنصب الشاغر، إلا أن الاتفاق كان على مستوى القيادة، بين كل من أحزاب الحمامة والبام والاستقلال، على أن تبقى العمودية لحزب التجمع الوطني للأحرار.
في المقابل، نفى مقرب من بنسعيد ما أثير في حديث لـ ”24 ساعة”، نافيا أن يكون الأخير راغبا في منصب عمدة العاصمة.