الرباط-عماد مجدوبي
أنهت المحكمة في غرناطة يومها الثاني، الثلاثاء 28 يناير الجاري، من جلسات محاكمة الشاب المغربي ياسين ب.، المتهم بقتل خوسيه ميغيل كاستيلو هيغيراس، المستشار السابق لمدينة غرناطة عن الحزب الاشتراكي.
وأنكر المتهم ارتكاب الجريمة، مدعيًا أنه حاول مساعدة الضحية الذي كان في حالة سكر عند لقائه به فجراً. ورغم نفيه، يواجه ياسين ب. حكماً محتملاً بالسجن المؤبد القابل للمراجعة. وفقا لما أوردته وسائل إعلام إسبانية.
ويتهم مكتب المدعي العام المغربي بارتكاب جريمة قتل عمد وارتكاب السطو مرتين على الضحية في غضون دقائق.
وتعود تفاصيل الحادثة إلى صباح يوم 23 يناير 2022، حينما كان كاستيلو هيغيراس، البالغ من العمر 74 عامًا، يسير في شارع سان أنطون بغرناطة.
والتقطت كاميرات المراقبة لحظات وصفها المحققون بالاعتداء “الوحشي”، والتي أظهرت المتهم وهو يعتدي على الضحية مرتين. ووجه له ضربات، أدت لسقوط الضحية وارتطام رأسه بالأرض، تسببت بصدمة قاتلة أدت لوفاته لاحقاً في المستشفى.
الشهادة الرئيسية في المحكمة جاءت من مفتش الشرطة العلمية الذي أكد تطابُق الحمض النووي من موقع الجريمة مع بيانات المتهم المعروف بسجله الإجرامي. كما أفادت تقارير الشرطة بأن المتهم قد ارتكب سرقة أخرى في نفس المنطقة صباح الجريمة باستخدام أسلوب “ماتاليون”، الذي يشمل خنق الضحية من الخلف.
خلال المحاكمة، حاول الدفاع الطعن في شرعية تسجيلات الكاميرات الأمنية المُسربة للصحافة، متذرعًا بانتهاك سلسلة الحماية. لكن الادعاء عارض هذا الطلب مؤكدًا شرعية الدليل المستخدم.
في الجانب القانوني، أصر مكتب المدعي العام والادعاء الخاص على تصنيف القضية كجريمة قتل “مع سبق الإصرار والخيانة”، مطالبين بأقصى عقوبة.
في المقابل، تمسك محامي الدفاع بأن الواقعة لا تتعدى حدود “القتل غير العمد”، مشيراً إلى الظروف النفسية والاجتماعية للمتهم.
مع استمرار جلسات المحاكمة وإدلاء الخبراء بشهاداتهم، تواصل هيئة المحلفين تقييم الأدلة والشهادات سعياً للوصول إلى حكم عادل في القضية التي هزت غرناطة.