عماد مجدوبي – الرباط
لم يخل البيان المشترك بين المغرب وإسبانيا من رسائل قوية حول التعاون الأمني الاستراتيجي بين البلدين، حيث أكد البيان المشترك “التزامهما اتجاه أشغال مجموعة التعاون للشركاء المتوسطيين في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي تجمع 63 دولة من ثلاث قارات حول تصور شامل للأمن”، كما
جدد الطرفان التعبير عن “التزامهما من أجل السلام والاستقرار، والتنمية المستدامة، وحقوق الانسان، ولاسيما في إطار الأمم المتحدة”، مشددان “التزامهما الخاص بمحاربة الإرهاب الدولي، وهو الأمر الرئيسي للأمن والاستقرار بالمنطقة الأورو متوسطية وعلى الصعيد العالمي”.
وعبر البلدان عن عزمهما على “تقوية تعاونهما في مجال محاربة الإرهاب”، معلنين مواصلتهما “العمل المشترك وفي إطار الأمم المتحدة من أجل تطوير الجهود الدولية في مجال محاربة الإرهاب وتمويله”. وأدان البلدان بشدة الأعمال الإرهابية، “سواء كانت داخل أو خارج أراضيهما، وكذا لجميع أشكال العنف التي تهدد حقوق وحريات المواطنين”، معربان عن “ارتياحهما للنتائج التي تم تحقيقها في مجال محاربة الإرهاب”.
وفي مجال الهجرة، اتفق البلدان على “تكثيف تعاونهما في مجال محاربة الهجرة غير الشرعية، ومراقبة الحدود ومكافحة الشبكات وإعادة قبول الأشخاص في وضع غير قانوني”.
وأشار البيان إلى أن “محاربة الشبكات الإجرامية للهجرة غير القانونية يتطلب أيضا التذكير بالمسؤولية المنوطة بدول الجوار وبلدان المنشأ، والاتحاد الأوروبي من أجل التصدي لهذه الظاهرة”.
واعترفا البلدان “بالمساهمات الإيجابية المتعددة التي تقدمها مجتمعات المهاجرين إلى كل من البلدان المضيفة وبلدانهم الأصلية على حد سواء. ويلتزمان بشكل كامل بمكافحة كل أشكال العنصرية، وكراهية الأجانب وأي تمييز آخر ضد السكان المهاجرين”.
وفي هذا السياق رحبت إسبانيا بالتعاون العملي الفعال الذي يربطها بالمغرب في مجال الهجرة الدائرية والنظامية، والذي تحول لنموذج على المستوى الدولي.
وعلى صعيد آخر، أكد البيان على “أهمية الجهود المبذولة في مجال الهجرة، ولا سيما في إطار ميثاق مراكش ومسلسل الرباط. وتجددان ارتباطهما المشترك بحركة دينامية تسمح بالمرور السلس والمنظم للأشخاص.
ورحب الطرفان ‘بروح التفاهم والتعاون التي سادت مشاركتهما في المؤتمر الوزاري لمسلسل الرباط الذي انعقد في قادس يومي 13 و14 دجنبر 2022، والذي تميز بتسليم الرئاسة بين البلدين، كما تم الاتفاق عليه في الإعلان المشترك لسابع أبريل 2022″، معبران عن ارتياحهما لتعاونهما وتنسيقهما خلال “عملية عبور المضيق/مرحبا”، بعد الجائحة سنة 2022، وهي العملية المشتركة، التي تمكنت، وفق تعبير البيان، من “تسهيل تنقل نحو ثلاثة ملايين مسافر و700 ألف عربة، وهو ما يجعل منه إحدى ا أكبر برامج تدبير تنقل الأشخاص في العالم.