الرباط- قمر خائف الله
بدأت استعدادات المغاربة ومهنيي اللحوم الحمراء والأسواق الأسبوعية لاستقبال عيد الأضحى من خلال ترقيم الأغنام والماعز المعدة للذبح و إقتناء اللوازم الضرورية لإحياء هذه المناسبة الدينية التي لها مكانة خاصة عند جل الأسر المغربية.
التحضير القبلي للأسر
هي طقوس تسبق يوم عيد الأضحى بأيام، حيث إعتادت الأسر على التحضير القبلي لإستقبال العيد الكبير، فتبدأ الحكاية مع الطفل الصغير لشراء ملابس جديدة، مرورا لعند الأمهات والأباء بإقتناء لوازم العيد وتوفير مصارف شراء الخروف، وصولا إلى الأسواء حيث يتفنن البائع في تزيين سلعته كانت من الأغنام أو أشياء أخرى.
هكذا كانت تجري التحضيرات، في السنوات العادية، لكن في الآونة الأخيرة خصوصا فيما يتعلق بهذه السنة فالأمر مختلف تماما، فمع إستمرار إرتفاع أسعار المواد الإستهلاكية، ومحاولة التعايش والتأقلم معها، يترقب المغاربة فرحة العيد بمفاجئات وتخوف، خصوصا مع كثرة التأويلات بخصوص قلة رؤوس الأغنام، وتضارب التصريحات فيما يتعلق بأثمان القطيع، وإنتظار الشحنات المستوردة من الأغنام من الخارج لإنقاذ الأسواق من الفشل.
إلغاء عيد الأضحى
ورغم المحاولات المتكررة والتصريحات المطمئنة من الحكومة ومسؤولي القطاع، بخصوص حماية القدرة الشرائية للمواطنين، وتزويد السوق الوطنية بالعدد الكافي من الأغنام، وحمايتها من السماسرة والمضاربات، إلا أنها لا تنزع الخوف من المجهول.
ومع إقتراب العيد، وعند النزول إلى الأسواق وإلقاء نظرة في الأرجاء نجد الكل يسأل ويستفسر عن جودة وثمن القطيع، لكن من جهة أخرى وعند إمساك الهاتف وتصفح مواقع التواصل الإجتماعي، تتصاعد المطالب بإعلان إلغاء الاحتفال بعيد الأضحى، بسبب الجفاف وموجة الغلاء، وذلك على غرار ما حصل في سنوات 1963 و1981 و1996 في عهد الملك الراحل الحسن الثاني.
حيث “اكتسح” هاشتاغ “إلغاء عيد الأضحى” شبكات التواصل الاجتماعي، وبدورها دعت مجموعة رقمية تحت اسم “مطالبة بإلغاء عيد الأضحى 2023″، لإلغاء هذا الطقس الديني بعد الارتفاع الصاروخي في الأسعار والذي شمل أيضا المواشي.
تطمينات الحكومة
ووسط هذا الجدال بين مؤيد وعارض، وتصاعد المطالب بتدخل المسؤولين، بحماية المواطن الضعيف، وحتى المتوسط، خرج رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، خلال جلسة مساءلته الشهرية أمام مجلس النواب الشهر الماضي، بتصريح يطمئن من خلاله المغاربة حول إحياء هذه الشعيرة الدينية، قائلا “لن يتم إلغاء عيد الأضحى وستحيي الأسر المغربية هذه السنة كباقي السنوات الماضية” مفيدا بأن حكومته تعمل على ضبط الأسعار لتبقى في متناول المواطنين.
في نفس السياق، قال مصطفى بايتاس الناطق الرسمي باسم الحكومة أن “عدد رؤوس الاغنام والماعز المرقمة من طرف مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية والمعدة للذبح بلغ 5,4 مليون رأس، مؤكدا أن التحضيرات لعيد الأضحى المبارك لسنة 1444 وصلت إلى مراحل متقدمة.
وأوضح المكلف بالعلاقات مع البرلمان، خلال الندوة الصحفية الأسبوعية عقب المجلس الحكومي أنه “تم تسجيل 214 ألف وحدة لتربية وتسمين الأكباش المعدة للعيد لدى المكتب وتخضع هذه الوحدات لمتابعة صارمة.
تهييء 34 سوقا مؤقتا للعيد
ولتعزيز البنيات التحتية لبيع واقتناء الأضاحي، أكد المصدر ذاته، أنه سيتم خلق وتهيئ 34 سوقا مؤقتا للعيد في مختلف جهات المملكة وستستقبل هذه الأسواق فقط الأغنام والماعز المرقمة في إطار عملية الترقيم التي تنفذها مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحي بشراكة مع التنظيمات المهنيه.
وبالرغم من كل هذه العوائق التي تصاحب فترة عيد الأضحى، التي تسببت فيها عوامل كثيرة كتوالي مواسم الجفاق، ومشاكل أخرى كإرتفاع معدل التضخم، إلا أن المواطن المغربي مازال يصنع الفرح من المعاناة، ويحاول التعايش مع الأزمات التي لطالما تخبط فيها في العديد من المناسبات.