تطوان-سعيد المهيني
استفاقت مدينة الفنيدق في الأسبوع الأخير من شهر غشت الماضي على وقع زحف جماعي لمئات المرشحين للهجرة نحو مدينة سبتة المحتلة دفعة واحدة.
فقد توافد صباح الأحد 25 غشت 2024 مئات القاصرين والأطفال على شاطئ المدينة وهم يحملون معدات سباحة تقليدية، ثم اختلطوا مع المصطافين قبل أن يشقوا غباب البحر سباحة في اتجاه الثغر المحتل بشكل جماعي، مستغلين الضباب الكثيف الذي خيم على شاطئها وحجب الرؤية عن العاملين بنقط المراقبة الأمنية، وقد تمكن حوالي 300 مهاجرا من دخول جيب سبتة رغم مطاردة رجال الشرطة الإسبانية، في حين قدر عدد الموقوفين المرشحين للهجرة بحوالي 700 فردا ذكورا وإناثا.
ظاهرة الهجرة غير الشرعية ليست جديدة على المغرب بحكم موقعه الاستراتيجي، لكن الجديد في واقعة يوم الأحد 25 غشت 2024 أربعة عناصر: التوقيت، الوسيلة، الفئات العمرية والكثافة العددية..
وفي هذا الصدد استغلت مجموعة من الشبكات التي تنشط في ميدان الهجرة غير النظامية، هذه الفرصة من أجل إغراء وتحريض الشباب اليافع على ركوب البحر والعبور بطريقة سرية نحو مدينة سبتة المحتلة، سباحة وأحيانا على متن دراجات مائية “جيت سكي”.
وفي نفس السياق، تمكنت السلطات العمومية المحلية بعمالة المضيق الفنيدق، في إطار التدابير من توقيف حوالي 249 مرشحا غير شرعي للهجرة غير النظامية، خلال حملات تنشيطية ودوريات أمنية.
ووسط هذه الزوبعة من التحريضات والدعوات التي نشرها مجموعة من الأشخاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي من شأنها تحريض الشباب والقاصرين على التوافد المكثف يوم 15 شتنبر الجاري إلى مدينة الفنيدق قصد الاقتحام الجماعي لمدينة سبتة المحتلة.
أسفرت الأبحاث التي قامت بها المصالح الأمنية عن تحديد هوية القائمين على شبكة التحريض، وفي هذا الصدد تم التنسيق مع النيابة العامة المختصة من أجل إصدار العشرات من مذكرات البحث في حق آخرين.
وفي السياق ذاته توصلت جريدة 24 ساعة من مصادر مطلعة أن هناك تعزيزات أمنية كبيرة تصل حاليًا إلى مدينة الفنيدق استعدادًا لأي هجوم محتمل من القاصرين المغرر بهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما تنفذ السلطات المحلية والإقليمية حملات تمشيط استباقية في الأحياء والشوارع الرئيسية لتعزيز الأمن والاستقرار في المدينة.