الرباط-أسامة بلفقير
دعا الملك محمد السادس، خلال ترؤسه، اليوم بالقصر الملكي بالرباط، جلسة عمل خصصت لإشكالية الماء، الحكومة إلى اعتماد تواصل شفاف ومنتظم تجاه المواطنين حول تطورات الوضعية المائية والتدابير الاستعجالية التي سيتم تفعيلها.
وأكدت التوجيهات الملكية على ضرورة تعزيز توعية العموم بأهمية الاقتصاد في استهلاك الماء ومحاربة جميع أشكال تبذير هذه المادة الحيوية واستخداماتها غير المسؤولة.
لقد جاءت هذه التوجيهات الملكية في الوقت المناسب. ففي الوقت الذي نعيش بوادر سنة جافة، بالرغم من بعض التساقطات المطرية التي لا تؤثر بشكل كبير في مخزون السدود، فإن الملاحظ هو وجود شبه صمت حكومي في التواصل مع المواطنين، اللهم بعض الخرجات التي يفرضها “التواصل الدستوري” من خلال مجلس النواب.
والحال أن الأزمة التي تعيشها المملكة حاليا على مستوى الموارد البشرية تتطلب استراتيجية تواصلية حقيقية، قوامها المصلحة العامة والابتعاد عن المنطق التجاري الذي يقوم على تفويت صفقات لإنجاز وصلات تحسيسية بدون أثر حقيقي.
إن ما تحتاجه الحكومة في هذه اللحظة أن تعطي للمغاربة المعطيات الشفافة والدقيقة، بلغة مبطسة وبخطط استهداف دقيقة لمختلف الشرارح المجتمعية. ذلك أن استهلاك الماء في الحمامات لا يقاس باستهلاكه في المنازل..وقس على ذلك من الأمثلة العديدة.
لقد وقعت هذه الحكومة، منذ تنصيبها، في خطأ اللاتواصل مع المواطنين..وحتى بعض المبادرات التواصلية لم تكن بذلك الزخم والتأثير المفروض بالرغم من الإمكانيات البشرية والمادية التي ترصد لها..فلا يمكن أن نطلق موقعا رسميا يحمل اسم “الحكومة” بينما نحن لا نستطيع حتى تحريك قنوات التواصل المتوفرة لدى الحكومة، سواء على مستوى الإعلام العمومي، أو حتى بالنسبة للإعلام الخاص الذي يظل في نهاية المطاف يحمل هم خدمة المصلحة العامة أيا كانت الظروف، ومهما تغيرت الحكومات.