وجدة : إدريس العولة
في الوقت الذي اندلعت فيه النيران بالجناح E الخاص بالذكور بالحي الجامعي لوجدة، خلال الساعات الأولى من صباح يوم الإثنين الماضي. وفي الوقت الذي انتشر فيه الخوف والرعب في صفوف طلبة الجناح المذكور، وانتابهم الذهول جراء النيران الملتهبة؛ تسلح الطالب “حمزة” بالشجاعة والبطولة، وبدل أن يفر نحو الخارج للنجاة بجلده، فضل هذا الأخير المغامرة بنفسه ومقاومة النيران المشتعلة، من أجل إنقاذ حياة 22 طالبا كانوا يتقاسمون معه الجناح E.
واعتمد الطالب الذي أفدى بروحه من خلال الإعتماد على وسائل بدائية من قبيل الأغطية والملابس لإطفاء النيران، في غياب قنينات الإطفاء التي من المفروض أن تكون متوفرة بكل أجنحة الحي، تحسبا لأي طارىء.
هكذا إذن عاش حمزة لحظاته الأخيرة بالحي الجامعي وفق شهادات بعض من رفاقه ممن عاينوا هذا الحادث المأساوي، قبل أن يلقي حتفه في اليوم الموالي بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء متأثرا بحروق من الدرجة الثالثة.
بطولة وتضحية ” حمزة” المتحذر من بلدة زايو التابعة إداريا لإقليم الناظور، صارت مفخرة لكل طلبة جامعة محمد الأول بوجدة، لما لا وهو أختار الموت داخل النيران الملتهبة من أجل إنقاذ باقي زملائه من موت محقق.
ولم يختصر دور “حمزة” الذي صار في نظر الجميع بطلا، على إطفاء النيران، بل قام بكسر زجاج بوابة الجناح التي كانت مغلقة بإحكام بمعية طلبة آخرين، لتمهيد الطريق أمام الطلبة للفرار نحو الخارج، كما قام بمساعدة الطلبة على الخروج من درج الجناح، وظل ” حمزة” على هذا الحال يقاوم ويقاوم حتى انهارت قواه، ليتم حمله نحو المستشفى الجامعي في وضع صحي حرج وبعده تم نقله عبر مروحية للدرك الملكي بأمر ملكي نحو مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء ليفارق الحياة.
مات “حمزة” لكن ستبقى صورته موشومة في ذاكرة كل من تابع عن قرب تضحيته ومغامرته بنفسه من أجل إنقاذ حياة أصدقائه.
وكان الحي الجامعي بوجدة، قد عاش على وقع حادث مأساوي مع بداية هذا الأسبوع، أودى بحياة طالبين وإصابة آخرين بجروح وصفت بالخفيفة، جراء إندلاع حريق مهول بالجناح E نتيجة تماس كهربائي، في إنتظار التحقيقات التي باشرتها لجنة تابعة لوزارة التعليم العالي والإبتكار التي حلت أول أمس بجامعة وجدة.