ترجمة : 24 ساعة
كشفت تقارير إعلامية إسبانية عن معطيات وتفاصيل غير مسبوقة ومُثيرة، حول عملية ” الهروب الكبير” التي نفذها زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية؛ ابراهيم غالي؛ خلال شهر يونيو الماضي؛ من إسبانيا متجها نحو الجزائر الذي تدعم أطروحته الانفصالية.
وأوردت وكالة ” أوربا بريس” الإسبانية، تفاصيل دقيقة حول عملية الهروب؛ بناء على تقرير سري، حصلت عليه، يخص الشرطة الإسبانية وأبلغت به محكمة سرقسطة.
جاء ذلك عقب استجابة الشرطة لطلب المحكمة، بتقديم معلومات لها حول ملابسات مغادرة الزعيم الانفصالي للأراضي الإسبانية، بناء على ملتمس تقدمت به هيئة الدفاع يطالب من خلاله بمتابعة كبير الانفصاليين، بجريمة ”تزوير الوثائق”.
وأفاد التقرير، وفق المصدر، أن القيادة العليا للشرطة الإسبانية، أبلغت محكمة مدينة سرقسطة، أن زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية؛ إبراهيم غالي؛ غادر مطار بامبلونا نوين شمال اسبانيا، على متن طائرة تابعة للسلطات الجزائرية، متجها إلى الجزائر دون جواز سفره ودون وثائق تتبث هويته.
وأوضحت وكالة ”أوربا بريس” الإسبانية، وفق الوثائق السرية التي حصلت عليها، أن الشرطة كشفت لقاضي التحقيق، رافائيل لاسالا، أن غالي ”سُمح له بمغادرة التراب الإسباني لأنه كان رحيلا طوعيا”، وذلك بموجب قانون الهجرة، الذي يسمح للشخص بمغادرة البلاد ”دون وثائق هوية’، إذا لم يكن هناك عائق أو حظر”.
وكشفت المنبر الإسباني أن غالي وصل إلى المطار في سيارة إسعاف طبية، برفقة شخص يزعم أنه ”طبيبه الشخصي”، وذكر تقرير الشرطة أن سيارة الإسعاف دخلت من البوابة الشمالية للمطار وتوقفت بالداخل، عند سفح المدرج، دون أن يغادر ”المريض أي غالي” ومرافقه ”سيارة الإسعاف في أي وقت”.
وأشار إلى أن شخصان آخران وصلا بعد ذلك وانتظرا في الخارج، ثم بعد مرور وقت مُحدد، تعرف مسؤولو المطار على هوية الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرة.
وأوضح تقرير الشرطة، أنه تم تحديد هوية ثلاثة أشخاص: أحدهم يحمل جوازا جزائريا وتأشيرة فرنسية، والآخر يحمل جواز سفر إسباني؛ ثم ثالث بجواز سفر إسباني بلا جنسية.
أما الشخص الرابع الذي دخل مبنى المطار في سيارة إسعاف، أفاد أنه لا يملك وثائق هوية، وعرف نفسه أنه المسمى ابراهيم غالي، وقدم هويته المجهولة بهذه الصفة.
وكشف تقرير الشرطة أن غالي هرب فجر 02 يونيو الماضي متوجها نحو الجزائر، بعد مثوله أمام القاضي، في عدة شكاوى تتعلق بالتعذيب والقتل وانتهاكات عديدة لحقوق الإنسان، ترقى إلى جرائم حرب، في مخيمات تندوف.
وأشارت الوكالة الإسبانية إلى أن هذه المُعطيات غير المسبوقة، دفعت قاضي المحكمة إلى استدعاء مسؤولين إسبان بارزين؛ من بينهم، كاميلو فيلارينو، الرئيس السابق لموظفي وزيرة الخارجية السابقة غونزاليس لايا التي أقيلت بسبب الأزمة مع المغرب؛ وذلك للتحقيق معه في شأن دخول وهروب غالي من إسبانيا.
كما استدعت المحكمة؛ وفق مصادر قضائية لـ ”أوربا بريس” دائما، نائب رئيس هيئة أركان الجيش فرانسيسكو خافيير فرنانديز سانشيز ، للإدلاء بشهادته، باعتباره شاهدا في القضية.
ووفق المصدر، فإن الأخير، وافق لأول مرة بالحضور إلى المحكمة للإدلاء بشهادته، رغم أنه “لا يوجد دليل على أنه كان يعلم أن الشخص الذي وصل إلى إسبانيا كان لديه أو لم يكن لديه جواز سفر دبلوماسي أو تم إعفاؤه لأي سبب من الأسباب، من مراقبة الجوازات والجمارك “.