إدريس العولة -وجدة
لا زال الحزن يخيم على ساكنة الحي العسكري ” فيلاج الطوبة” ولا زالت الساكنة لم تستفيق بعد من هول الصدمة،
جراء المجزرة البشعة التي أودت بحياة 3 نساء من عائلة واحدة “الجدة وإبنتها إضافة إلى حفيدتها فيما لا زالت الحفيدة الثانية تتابع علاجها بالمستشفى بين الموت والحياة.
ومما لا شك فيه سيبقى تاريخ 20 نونبر من سنة 2022 موشوما في ذاكرة ساكنة وجدة عامة، ولدى ساكنة الحي العسكري خاصة،
نظرا لبشاعة وفضاعة هذه الجريمة الشنعاء وكذا الظروف التي صاحبت عملية إيقاف الجاني، حيث اضطرت المصالح الأمنية إلى إطلاق 6 رصاصات لكبح جماح القاتل الذي كان في حالة هيجان ومتعطشا لسفك المزيد من الدماء، إذ لم تظهر عليه أي علامة ندم أو إحساس بالذنب،
كما أظهرت ذلك بعض أشرطة الفيديو التي تم تداولها على نطاق واسع بمواقع التواصل الإجتماعي.
صحيح أن مدينة وجدة، عرفت ارتكاب مجموعة من جرائم القتل على مر السنين، إلا أن جريمة أمس لم يسبق لها مثيل، إذ سبق لأشخاص أن ارتكبوا جرائم مماثلة لكنها كانت أقل بشاعة من جريمة أمس، وهنا استحضر الجريمة التي ارتكبها المدعو ” فتحي” خلال بداية القرن الحالي حيث تمكن من قتل 3 أشخاص ولكن بشكل تسلسلي وتطلبت عمليه إيقافه وقتا طويلا لأن الجاني كان يعرف كيف يخفي آثار الجرائم لإبعاد الشبهة عنه.
من يكون قاتل النساء الثلاث بوجدة؟
ولد القاتل سنة 1982 من أسرة بسيطة كان والده يشتغل بسلك الجندية، وشأنه كشأن مجموعة من العسكريين استفاد والده من سكن داخل الحي العسكري الذي شهد الحادث المأساوي أمس، عاش القاتل حياة عادية جدا داخل الحي، وظل يمني النفس كباقي الشباب من أجل البحث عن فرصة، للهجرة نحو الخارج بحثا عن حياة أفضل، وبالفعل تم له ذلك، واستطاع الوصول إلى الديار الإسبانية، لكن سرعان ما تبخرت كل أماله بعد ترحيله إلى المغرب من طرف السلطات الإسبانية.
معطى، غير حياته بالكامل، و أصبح يميل إلى العزلة مع الإفراط في استهلاك المخدرات بكل أنواعها يقول أحد جيرانه، من أجل نسيان صدمة ترحيله من إسبانيا نحو المغرب، لما لا وهو كان يعول على الهجرة نحو الخارج لتحسين ظروفه المعيشية وتكوين أسرة كباقي أقرانه، الأمر الذي سبب له صدمة نفسية حادة، وصار يشعر بالنقص وتولد له كرها شديدا لساكنة الحي، وخاصة الذين كانوا يستهزئون به.
ويروي أحد باعة السجائر بالتقسيط لجريدة “24 ساعة” الإلكترونية، أن القاتل كان يتردد عليه بين الفينة و الأخرى لشراء السجائر، وكان يلاحظ، عليه علامات القلق والتوتر وأنه في أحيان عديدة يتكلم وحيدا وينطق بكلمات مبهمة تفيد بأنه يعاني من اضطرابات نفسية.
وفي السياق ذاته، قال أحد الشباب أن الجاني كان يتابع باستمرار الأشرطة المنشورة بموقع ” اليوتوب” المتعلقة بالجرائم، وخاصة تلك التي تهم القاتل المتسلسل ” عبد العالي عامر” الملقب ب ” بوصمة” إذ من المحتمل أن يكون قد تأثر به وفق كلام صاحبنا.