مكنت مطاردات وأبحاث ماراتونية لرجال الدرك الملكي، وكذا مجموعة من سائقي الشاحنات التابعين لشركة وطنية لنقل البضائع، من توقيف شخص سرق بمعية شخص آخر شاحنة محملة ببضائع، بعد أن عنفا سائقها.
وتجري فرق البحث والتحري بالمركز القضائي بالقيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، تحقيقات مع متهم وصف بالخطير ، على خلفية السرقة الموصوفة تحت جنح الظلام، وبتعدد الفاعلين، ومحاولة القتل العمد، مع سبق الإصرار والترصد. فيما يوجد شريكه الذي تم تحديد هويته، في حالة فرار.
وتعود تفاصيل الواقعة، حسب مصادر جريدة “24ساعة” الإلكترونية، حين كانت شاحنة محملة بعلب السمك، قادمة، مطلع الأسبوع الجاري، من أكادير في اتجاه الدارالبيضاء، حيث كانت شحنتها المهيأة للتصدير، ستغادر المغرب، عبر ميناء العاصمة الاقتصادية، وقد ارتأى سائق الشاحنة المبيت، عند أسرته في دوار بتراب جماعة سيدي إسماعيل بإقليم الجديدة. وفي الساعات الأولى من صبيحة اليوم الموالي، استقل السائق الشاحنة، وانطلق عبر طريق ثانوية تفصل الدوار عن الطريق الوطنية رقم: 1.. لكنه تفاجأ بالمقطع الطرقي المترب مقطوعا بالحجارة، فما كان من السائق إلا أن ترجل من على متن الشاحنة، لإزالة الحاجز الحجري، لكنه سرعان ما وجد نفسه في مواجهة شخصين مجهولين، اعتديا عليه، بعد أن أبدى مقاومة في مواجهتهما، حيث وجها له ضربة بحجرة، وقاما بشل حركته باستعمال قنينة “لاكريموجين”. وبسرعة جنونية، انطلق المتهمان بالشاحنة، بعد أن ظنا أن سائقها أصبح جثة هامدة.
ورغم إصابته البليغ، ربط الضحية الاتصال بمسؤول لدى الشركة التي يعمل لديها، حيث تم إخطار مصالح الدرك، ومن جهتها عممت الشركة إشعارا بسرقة الشاحنة، على جميع مستخدميها في المغرب، وخاصة في الدارالبيضاء، لتنطلق من ثمة حملة البحث عنها عبر مختلف الطرق، وخاصة المؤدية إلى العاصمة الاقتصادية. ولحسن الحظ أن صادف مستخدم على متن عربته الشاحنة بتراب جماعة اثنين اشتوكة، حيث كانت تتجه صوب الجنوب.
وبمجرد علم رجال المركز القضائي للدرك الملكي بالجديدة،بالخبر، وضعوا لسارقي الشاحنة كمينا “هوليوديا”، على مقربة من مدارة “المصور راسو”، على بعد أقل من 15 كيلومترا جنوب الجديدة. وللتمويه، فقد تم ركن شاحنة على جنبات الطريق، كأن بها عطب. فيما تظاهر رجال الدرك بمد يد المساعدة لسائق الشاحنة، وبتنظيم حركة السير والمرور، وهو الأمر الذي لم يشك فيه سائق الشاحنة المسروقة، فما أن توقف الأخير، حتى التحق به دركي، وطلب منه أوراق الشاحنة التي كان يتولى قيادتها، من أجل مراقبتها كإجراء روتيني.. قبل أن يطلب منه الترجل من على متنها، ليعمد إلى تصفيد يديه، ويطلعه على حقيقة الأمر.
وحسب المصادر ذاتها أن سارق الشاحنة، وبعد محاصرته بأسئلة محرجة، ما كان منه إلا أن يعترف بالأفعال الإجرامية التي ارتكبها بمعية شريك له، كشف عن هويته.
وقد اقتاد الدركيون المتهم، إلى مقر المركز القضائي بالجديدة، حيث تم وضعه تحت تدابير الحراسة النظرية، للبحث معه في نازلة السرقة الموصوفة تحت جنح الظلام وبتعدد الفاعلين، ومحاولة القتل العمد، مع سبق الإصرار والترصد. فيما أصدر المركز القضائي مذكرة بحث وتوقيف في حق شريكه الذي يوجد في حالة فرار.