الرباط -متابعة
أدان سعد بناني، الذي تقدم بملتمس أمام أعضاء لجنة الـ24 التابعة للأمم المتحدة المجتمعة الثلاثاء في نيويورك، بالتحويل الممنهج من قبل جماعة “البوليساريو” الانفصالية المسلحة للمساعدات الإنسانية الموجهة للساكنة المحتجزة في مخيمات تندوف.
وشدد بناني، في معرض حديثه خلال الاجتماع السنوي للجنة الـ24، على أن “شهادات العديد من الأعضاء السابقين في البوليساريو، الذين فروا من المخيمات، أكدت أنه يتم تحويل المساعدات الإنسانية المخصصة لساكنة تندوف”، وهو ما وثقته عدة تقارير، لا سيما تلك الصادرة عن برنامج الأغذية العالمي والمكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال في 2015.
وأبرز أن التقرير الصادر عن المكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال، والذي تم نشره بعد بحث ميداني دقيق، قد م حقائق مفصلة من خلال تسمية أعضاء جماعة “البوليساريو” الإرهابية الذين شاركوا في عملية تحويل المساعدات الإنسانية المخصصة لمخيمات تندوف، مسجلا أنه كان يتم في الواقع بيع هذه المساعدات في السوق السوداء في الدولة الحاضنة للمخيمات أو في بلدان أخرى في المنطقة.
وقال إن “هذا التحويل غير القانوني للمساعدات الإنسانية يعد ممكنا لأن البلد الحاضن يواصل رفض قيام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بإحصاء وتسجيل سكان المخيمات لمعرفة عددهم الحقيقي وتقييم احتياجاتهم الإنسانية الفعلية تماشيا مع القانون الدولي”، موضحا أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يطالب بهذه الإجراءات في جميع قراراته الصادرة منذ 2011، وهو ما يطالب به الأمين العام للأمم المتحدة كذلك.
ولفت إلى أن “البوليساريو”، وبتواطؤ مع مسؤولي البلد الحاضن، تقوم بتحويل واختلاس هذه المساعدات من أجل تحقيق الاغتناء الشخصي، مضيفا أنه يتم استخدام هذه المساعدات لفتح عيادات لطب الأسنان لفائدة أبناء قيادات “البوليساريو” في أنحاء مختلفة من العالم، أو لإقتناء الأسلحة أو التمتع بحياة الرفاهية في أوروبا وفي أماكن أخرى، في حين يعاني الأطفال والنساء وكبار السن في المخيمات من الجوع وسوء التغذية في الصحراء الجزائرية.
وبالنسبة لمقدم الملتمس، فقد حان الوقت لوضع حد لهذه المعاناة ومحاكمة أولئك الذين يستغلون بؤس السكان المحتجزين في مخيمات تندوف، جنوب غرب الجزائر.