24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
أبرز تقرير أمريكي، أن مخيمات تندوف، الواقعة في جنوب غرب الجزائر، والتي تستضيف عشرات الآلاف من اللاجئين الصحراويين، بؤرة خصبة لتجنيد الإرهابيين، وفقًا لتقارير استخباراتية أوروبية.
وقد تخرجت شخصيات بارزة في تنظيم “داعش الصحراء الكبرى” (ISGS)، مثل عدنان أبو الوليد الصحراوي، من هذه المخيمات.
كما ظهرت منها خلايا إرهابية مثل “فتح الأندلس” و”الخلافة” التي بايعت تنظيم الدولة الإسلامية. وتُتهم البوليساريو كذلك بتجنيد الأطفال قسرًا ومنعهم من التعليم لإعدادهم عسكريًا، وهي ممارسات وثّقتها منظمات دولية في مجلس حقوق الإنسان بجنيف.
إيران والجزائر: تحالف استراتيجي ضد المغرب
أضاف تقرير لمجلة ناشونال إنترست، الأميركية أن الدعم الإيراني للبوليساريو ، لايتم بمعزل عن الجزائر، التي تُعد الحاضن السياسي واللوجستي الرئيسي للجبهة.
ويهدف هذا المحور الثلاثي (الجزائر–البوليساريو–إيران) إلى إضعاف المغرب، ليس فقط في ملف الصحراء، بل أيضًا في دوره المتزايد في مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
وقد دفع هذا الواقع العديد من الدول الغربية، مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وحتى إسرائيل، إلى الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء.
في المقابل، تراجعت سوريا مؤخرًا عن دعم البوليساريو، وأعلنت طرد ممثلي الجبهة من أراضيها، ما يكشف عن تصدع في بعض دوائر الدعم التقليدية وتنامي الوعي بخطورة تمكين حركة ذات ارتباطات جهادية من إنشاء دولة في منطقة استراتيجية تطل على المحيط الأطلسي.
مسؤولية العالم لوقف العبث
أشارت المجلة الأمريكية إلى أن أي مشروع “دولة” تحت سيطرة جبهة البوليساريو اليوم لن يكون سوى منصة إقليمية جديدة لنشر الفوضى والإرهاب، على غرار ما حدث في الصومال وأفغانستان ولبنان.
ومهما كانت المبررات التاريخية أو الحقوقية لمؤيدي “تقرير المصير”، فإن الواقع الأمني الحالي يفرض نفسه: تمكين البوليساريو يعني تسليم شمال غرب إفريقيا لقوى تخريبية عابرة للحدود، في وقت أصبح فيه المغرب حجر زاوية في مكافحة الإرهاب وضبط توازنات الساحل.
وخلص التقرير الى إن التاريخ والمعطيات تغيرت، وأي تراجع عن دعم المغرب في معركته ضد الإرهاب والانفصال سيكون خطأ استراتيجيًا قاتلًا، ليس للمنطقة فقط، بل للأمن الأوروبي والعالمي برمّته.