24ساعة-عبد الرحيم زياد
أكد تقرير حديث نُشر على موقع “Modern Diplomacy ” أن “إدارة ترامب يجب أن تفكر في تقديم الدعم الكامل للسياسة الأفريقية المتعددة الأشكال للمغرب والتي تقوم على قناعة راسخة بضرورة وجود شراكة قوية ومثمرة بشكل متبادل لإعطاء زخم جديد لمجموعة الأطر التعاونية القائمة. المكرسة لإنشاء جبهة موحدة ضد البيئة الأمنية الفوضوية والمتدهورة في منطقة الساحل.”
وذكر التقرير الذي أعده الدبلوماسي المغربي ومدير الشؤون الثقافية في منظمة التعاون الإسلامي، لحسين الرزوقي، وعنوانه “إعادة النظر في الشراكة بين الولايات المتحدة والمغرب: نهج الأمن والتنمية في منطقة الساحل”، أن “المراهنة على شريك قادر جدير بالثقة وريادي مثل المغرب يبدو أنه الاستثمار الصحيح الذي يجب القيام به وسط تدهور الوضع الأمني في جميع أنحاء القارة واندلاع التوترات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المضطربة على نطاق أوسع.”
وعلى خلفية هذه التحديات، شدد المصدر نفسه على أن إدارة ترامب مدعوة بشدة لدعم الدبلوماسية المتعددة الأشكال للمغرب في إفريقيا، والتي تتميز بمبادرات التضامن الأفريقي والمشاريع التي يقودها الأفارقة والتي لها صلة وثيقة وجدوى كبيرة في مثل هذا السياق الجيوسياسي المعقد في القارة، ولا سيما في منطقة الساحل.
وللحفاظ على مصالحها الأمنية الوطنية سليمة في منطقة الساحل، ذكر التقرير أنه “من المهم أن تظل الولايات المتحدة منخرطة في البحث عن حلول مستدامة للقضايا المتأصلة في العجز الأمني المزمن في هذه المنطقة المتقلبة.”
وذكرت أن “المغرب والولايات المتحدة قد يجدان أيضًا أنه من المفيد التركيز بشكل أكبر على الجوانب المدنية للتمرين العسكري السنوي الذي يسمى “الأسد الأفريقي”، والذي يلعب فيه المغرب دورًا رئيسيًا كبلد مضيف.”
واقترح المصدر نفسه أن “يتم إيلاء المزيد من الاهتمام لزيادة قدرات الدول الأفريقية المشاركة في إدارة الكوارث الإنسانية وعمليات الإنقاذ، لا سيما في حالات الكوارث الطبيعية الناجمة عن آثار تغير المناخ.”
كما شدد على “التهريب الخطير للمهاجرين عبر المحيط الأطلسي، والذي يؤدي غالبًا إلى خسائر مأساوية في الأرواح البشرية أو اللاجئين النازحين الفارين من مناطق التوتر التي أشعلتها التمردات أو التمردات أو المناورات التخريبية للحركات الانفصالية.”
ولمواجهة هذه التحديات الهائلة، شدد التقرير على أن “نشر المغرب لاستراتيجيات دبلوماسيته العامة، ولا سيما دبلوماسيته الاقتصادية والدينية، يمكن اعتباره عنصرًا رئيسيًا في النهج الاستباقي تجاه الشباب الأفريقي الذي يواجه مخاطر متزايدة في قارة لا تزال تواجه محنًا خطيرة من عدم الاستقرار السياسي والركود الاقتصادي.”
وذكر أن “تدفقات المهاجرين المتزايدة التي تعبر البحر للوصول إلى “إلدورادو” الأوروبي تدل على مدى تقلب الوضع في البلدان المصدرة للمهاجرين والآفاق التي يمكن أن ينضم فيها هؤلاء الشباب اليائسون إلى الجماعات المتشددة التي من المفترض أن توفر لهم نوعًا من الاستقرار المالي والأمل في التغيير.”
وقال المصدر نفسه إن إبقاء هؤلاء الشباب في وطنهم وتغيير أفكارهم حول كيفية قيادة التغيير يتطلب “جهودًا حقيقية لبناء القدرات واستراتيجيات توليد الدخل التي يمكن أن تعيد بناء ثقتهم في إمكانية وجود مستقبل داخل مجتمعاتهم.”
وخلص التقرير إلى أن “الولايات المتحدة يجب أن تعمل مع المغرب لتسهيل الوصول إلى موارد التمويل والتآزر المفيد المتأصل في أجندة الاتحاد الأفريقي 2063، لتعزيز التكامل الاقتصادي عبر القارة ودفع الرؤية عبر الأطلسي التي تسعى إلى ظهور حلفاء متشابهين في التفكير وملتزمين بالكامل يتشاركون نفس الهدف المتمثل في جعل المحيط الأطلسي مساحة قابلة للحياة للأمن الجماعي والسلام العالمي والرخاء المشترك.”