24 ساعة- ترجمة يوسف المرزوقي
كشف تقرير أعده خبراء إسبان باسم ”مرصد سبتة ومليلية”، أن الخطوات التي اتخذها المغرب في الآونة الأخيرة، تندرج ضمن إستراتيجية، غايتها ”الاستيلاء” على مدينتي سبتة ومليلية دون مواجهة مباشرة.
وذكر التقرير الذي نقلته تقارير إعلامية إسبانية وأعده أربعة أساتذة بارزين بجامعات برشلونة وغرناطة وإشبيلية، أن المغرب يسعى إلى ”تغيير الوضع الراهن” والوصول إلى نتائج ”الحرب لكن دون وقوعها، وأطلقوا على ذلك مصطلح ”الجغرافيا السياسية في المنطقة الرمادية”.
وخلص التقرير المعنون بـ ” مزاعم المغرب بشأن سبتة ومليلية من منظور المنطقة الرمادية”، الذي أعده جوزيب باكيس ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة برشلونة، خافيير جوردان ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة غرناطة ؛ مانويل توريس ، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بابلو دي أولافيد في إشبيلية ، كيوم كولوم ، أستاذ العلوم السياسية في نفس الجامعة، إلى أن هناك مميزتان لـ ”المنطقة الرمادية”، هما الغموض، أي صعوبة التحقق من أن الدولة تقف وراء إجراءات معينة، والتدرج، وهي أن النتائج المرجوة ستكون على المدى المتوسط والبعيد.
وأورد التقرير أن المملكة، تسعى في هذا الصدد، إلى استرجاع السيادة على سبتة ومليلية وباقي الجزر والمياه الإقليمية المحتلة، وإن كان هذا الهدف بعيد المنال في الوقت الراهن.
وأوضح الخبراء ومؤلفي التقرير أن المغرب يتبنى سياسة ”المنطقة الرمادية” بناء على ”سردية فعالة قادرة على كسب تعاطف الجمهور داخليا وخارجيا”، فيتحول الأمر، وفق ذات الخبراء إلى ”صراع شرعيات متخف يلبس ثياب الصراع القانوني’‘.
وزعم التقرير أن المغرب يسعى إلى تعبئة السكان المدنيين لكسب الرهان، مستحضرا أزمة 18 ماي الماضي وقال الخبراء إن المغرب استغلها لـ ”خدمة أهدافه”.
وأفاد أن الرباط تريد لي ذراع الخارجية الإسبانية باستخدام قضية الهجرة وقضايا أخرى ذات بعد إقليمي..، لكن وفق التقرير تبقى ”منافسة سلمية” بين البلدين.
واستعرض التقرير مجموعة من الخطوات التي اتخذتها المغرب والتي تؤكد ما يذهبون إليه، منها قرار استدعاء سفير المغربي بإسبانيا سنة 2007 للتشاور، رفضا للزيارة التي قام بها الملك الإسباني لسبتة ومليلية، وأيضا منح جوازات سفر مغربية في سنة 2010 للأشخاص الذين ولدوا في المدينتين باعتبارهم مغاربة
.
وفي نفس السياق، ذكر الخبراء الإسبان أنه في شهر نونبر من سنة 2020، لجأ المغرب ايضا إلى حق ”الفيتو” لمنع دخول الأسماك الطازجة إلى سبتة، وفي شهر دجنبر من نفس السنة، قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة السابق، إنه بعد حل نزاع مغربية الصحراء، سيتجه نحو حل مسألة مليلية وسبتة أيضا.
وشدد التقرير إلى المغرب لجأ إلى هذه الإستراتيجية وأن تكثيفها في الآونة الأخيرة راجع إلى الاضطرابات التي تشهدها السياسية الإسبانية الفتية وغير المتمرسة في السنوات الست الماضية.
ولفت التقرير الانتباه إلى سباق التسلح الذي انخرطت فيه المملكة في السنوات الأخيرة، وقال إن المغرب رصد أزيد من 4.8 مليار دولار للتسلح سنة 2020، ومن المتوقع أن يبلغ حوالي 6 ملايير دولار خلال 2022.
وأبرز التقرير أنه بالرغم أن هذا الإنفاق العسكري موجه بالأساس ضد الجزائر وصنيعتها جبهة البوليساريو الانفصالية، إلا أن ذلك يقلص الفجوة العسكرية بين إسبانيا والمغرب، ويفتح الطريق ” أمام تكافؤ عسكري قد ينتج عدم استقرار”.
وأشار التقرير إلى أن تساوي موازين القوى بين الجارتين، قد يثير الشكوك لدى الإسبان حول جدوى المواجهة العسكرية والسياسية للحفاظ على المدينتين.