24 ساعة ـ متابعة
يشهد المشهد الجيوسياسي في شمال إفريقيا سباق تسلح متصاعدا، حيث يعمل المغرب على تطوير استراتيجيته الدفاعية بشكل مستمر، وهي استراتيجية تعود جذورها إلى ما قبل التوترات الإقليمية الحالية.
ووفق وسائل اعلام اسبانية، يأتي هذا التوجه مدفوعًا بشكل أساسي بالتوتر المتزايد مع الجزائر، التي تحظى بدعم روسيا، ورغبة المغرب في ترسيخ مكانته كقوة إقليمية رائدة. وقد تعزز هذا الدور من خلال الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وإسرائيل، التي توجت باتفاقيات مهمة لبيع المعدات العسكرية.
وأكد المصدر، أنه وفي خطوة نوعية ضمن هذه الاستراتيجية، تسلمت القوات المسلحة الملكية المغربية، في 5 مارس 2025 مروحيات هجومية أمريكية من طراز AH-64 Apache. يمثل هذا الاستحواذ علامة فارقة في سعي المغرب لتحويل قدراته الدفاعية، مما يعكس تكيّفه مع سيناريو شمال إفريقيا الذي يتسم بالمنافسات وعدم الاستقرار والتهديدات المتطورة.
إلى جانب الأباتشي، يولي المغرب أهمية كبيرة للطائرات المسيرة (الدرونز)، التي تعزز قدراته الاستخباراتية والمراقبة والاستطلاع. ففي أبريل 2021، طلب المغرب 13 طائرة مسيرة من طراز Bayraktar TB2 بقيمة 70 مليون دولار، تبعها طلب ست وحدات إضافية، ليصل المجموع إلى 19 طائرة TB2.
وذكر المصدر، أن هذه الطائرات تتميز بقدرات قتالية عالية، حيث تم تصميمها ليس فقط لمهام الاستخبارات، بل أيضاً للهجوم، مع قدرة طيران تصل إلى 27 ساعة ومدى تشغيلي يبلغ 150 كيلومترا، بالإضافة إلى قدرتها على حمل قنابل موجهة بالليزر.
وتتجاوز مشتريات الأسلحة المغربية مروحيات الأباتشي والطائرات المسيرة لتشمل مجموعة واسعة من الأنظمة، مثل المدفعية وأنظمة الدفاع الصاروخي.
وفي ماي الماضي، وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على بيع محتمل للمغرب يشمل ما يصل إلى 600 صاروخ من طراز FIM-92K Stinger Block I ومعدات ذات صلة، بقيمة تقديرية تبلغ 825 مليون دولار. كما يعد صاروخ ستينغر نظام دفاع جوي يمكن نشره بسرعة من قبل القوات البرية، مما يعزز القدرات الدفاعية للمغرب.
وفي مجال المدفعية، تؤكد الصحيفة، يعتمد المغرب على أنظمة عالية الدقة، كما يتضح من حصوله على مدفع الهاوتزر الإسرائيلي Atmos 2000 عيار 155 ملم، والذي يصل مداه إلى 41 كيلومترا باستخدام ذخائر ممتدة المدى.
ويكمل هذا الاستحواذ 36 مدفع هاوتزر من طراز César تم شراؤها من فرنسا في عام 2022، مما يعزز قدرة المغرب على توجيه نيران دقيقة وبعيدة المدى ضد التهديدات الأرضية.