اعتبر“التقرير الاستراتيجي”، الأخير الذي أصدره المؤلف الفرنسي “برنار لوغان” والذي يتحدث فيه عن ضربات “المعلم فلاديمير بوتين”، موضحا أنروسيا تفضل التعامل مع المغرب عن الجزائر.
وأعطى التقرير أهمية كبيرة لعلاقة روسيا بالمغرب والجزائر، حيث رأى الكاتب أن روسيا تفكر في الاعتماد على قاعدة “مرس الكبير”، بالجزائر خصوصا في سياق العلاقات القديمة بين الجيش الروسي ونظيره الجزائري، إلا هذا الاحتمال تم استبعاده لسببين، أولهما، رفض الجزائر سنة 2013 منح تسهيلات لوجيستية للبحرية الروسية، أما السبب الثاني، فيمكن في تحليل جيواستراتيجي، مفاده أن البحر الأبيض المتوسط، بحر مغلق مثل البحر الأسود، وحيث أن المرور إليه يعتمد على الممرات التركية، وحيث أن الخروج منه يعتمد على ممر جبل طارق وكاب سبارتيل، فقد منح ذلك للمغرب أفضلية وجعل منه الحليف المثالي لمراقبة جنوب جبل طارق، ويمنح الروس واجهة بحرية من طنجة إلى موريتانيا.
وخصص الكاتب في تقريره حيزا هاما للمغرب، قائلا: “بالنسبة للمغرب مسالة الصحراء غير قابلة للنقاش”، موضحا أنه في يوم 15 آذار/مارس 2016، وعلى إثر زيارة الملك محمد السادس لروسيا، أكد الكريملين، أنه يأخذ بجدية الموقف المغربي من قضية الصحراء، معتبرا أن هذا التصريح مسح نصف قرن من العلاقات الإستراتيجية بين روسيا والجزائر، راعية البوليساريو، بحسب التقرير.
واعتبر أيضا أن التصريح الروسي ذهبت في الاتجاه المناقض لما كان يخطط له “بان كيمون”، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، الذي غامر بسمعة الأمم المتحدة، حين وصف التواجد المغربي في الصحراء بـ”الاحتلال”، على حد قوله.
وأكد “لوغان” في تقريره الذي رسم ملامح جديدة لتغيير استراتيجي عالمي جديد، أن هذا التصريح الروسي، يقوي بشكل كبير وغيرمسبوق، موقف الرباط، ويضعف بنفس القدر، موقف الجزائر والبوليساريو، ويفتح أبواب المغرب أمام البوارج الحربية الروسية.