الرباط-عماد مجدوبي
يراهن المغرب على تقنية تلقيح السحب أو ما يسمى بالاستمطار الاصطناعي لمكافحة الجفاف، بينما تثير أوساط إعلامية إسبانية مخاوف من حدوث فيضانات.
ويُعدّ الجفاف مشكلة متكررة تؤثر على العديد من البلدان، بما في ذلك المغرب. وتزداد هذه المشكلة حدةً بسبب تغيرات المناخ، مما يُشكل تهديدًا للأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية.
.تُعدّ تقنية زرع السحب، أو تلقيح السحب، خيارًا اتخذته الحكومة المغربية لمحاولة التخفيف من حدة الجفاف. وتقوم هذه التقنية على حقن مواد مثل يوديد الفضة في السحب لزيادة إمكانية هطول الأمطار.
وأظهرت الدراسات أن تقنية زرع السحب قد زادت من هطول الأمطار في المغرب بنسبة 14 إلى 17٪. ووسّعت المملكة المغربية البرنامج ليشمل مناطق أخرى في البلاد، بما في ذلك تلك القريبة من الحدود مع إسبانيا.
.تُثير تقنية زرع السحب مخاوف في إسبانيا، حيث يخشى البعض من أن تؤدي إلى تحويل مسار الأمطار عن إسبانيا، مما قد يتسبب في حدوث فيضانات وفيضان الأنهار.
وكشف الموقع المتخصص في الإيكولوجيا ” ecoticias”، أن هذه التكنولوجيا لها عيب أنه لا يمكن التحكم في ما إذا كان هطول الأمطار يسقط في منطقة معينة. يتأثر هذا بعوامل مناخية مختلفة مثل اتجاه الرياح وسرعتها والضغط الجوي وغيرها.
وهذا هو بالضبط ما يقلق إسبانيا ، لأنه إذا تم زرع السحب بالقرب من الحدود، وفق المصدر، فمن الممكن أن يتم تصريف الأمطار في مقاطعاتها الحدودية ، مما قد يتسبب في حدوث فيضانات وفيضان الأنهار.
ويُعدّ الاستثمار في تقنية زرع السحب موضوعًا مثيرًا للجدل. فبين عامي 2021 و 2023، استثمر المغرب حوالي 14.7 مليون يورو في هذه التقنية. وتشير بعض الدراسات إلى أن النتائج لا تتوافق مع الاستثمار الذي تم إجراؤه.
كما أن تقنية زرع السحب أداة محتملة لمكافحة الجفاف، لكنها ليست حلاًّ سحريًا. وتحتاج هذه التقنية إلى مزيد من الدراسات لتقييم فعاليتها بشكل دقيق، كما يجب مراعاة المخاوف البيئية والسياسية المرتبطة بها.