تعرّض، تمثال “عين الفوارة” الشهير باسم “المرأة العارية”، بمدينة سطيف بالجزائر، إلى محاولة تحطيم ثانية من قبل شخص، بعد أقل من عام واحد، من محاولة سابقة، أثارت جدلا واسعا في البلاد وصل صداه قبة البرلمان.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لشخص يرتدي قميصا أبيض اللون، وهو يحطم التمثال الذي يتوسط سطيف (شمال شرق)، بمطرقة أمام جمع من الناس.
وعقب الحادثة، قال وزير الثقافة عزالدين ميهوبي، إنّ “أيادي التخريب تمتد مرّة أخرى لتمثال عين الفوارة، حيث تمكّن مواطنون من إيقاف شخص حاول تدمير التمثال الذي يتوسط سطيف”.
وأضاف الوزير، في تغريدة عبر “تويتر”، أن “السلطات الأمنية تعرّفت على هوية الجاني”.
وأشار إلى أنّ المعتدي “مسبوق قضائيا (لديه سجل إجرامي) ويعاني من اضطرابات عقلية”.
ولفت إلى أنّ التمثال أصيب بأضرار خفيفة، ستتم معالجتها.
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية بالجزائر، أنّ محاولة التخريب وقعت في تمام الساعة 9.15 بالتوقيت المحلي (8.15 ت.غ).
وأضافت أن شاب، يبلغ من العمر حوالي 30 عاما، تسلّق التمثال من جهته الخلفية، وأشهر مطرقة وتأهب للقيام بتحطيم التمثال إلا أنّ حارس المَعلَم ومواطنين منعوه.
وتمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على الشاب الذي حاول الفرار، بحسب المصدر ذاته.
وفي 18 ديسمبر 2017، تعرض التمثال نفسه لتخريب جزئي، من قبل شخص ملتح أوقفته الشرطة على الفور، وقالت السلطات بعدها إنه “مختل عقليا”.
وتعالت أصوات عقب الحادث، مطالبة بنقله إلى المتحف تفاديا لتخريبه ثانية، ولكونه “مخل بالحياء”، ويتنافى مع تقاليد المجتمع الجزائري، على غرار النائبة سامية بلدية خمري، غير أنّ السلطات رفضت.
وفي 4 غشت الماضي، قامت السلطات بإعادة تدشين المَعلَم عقب عملية ترميم استغرقت 7 أشهر كاملة.
وتمثال “عين الفوارة” يقع قبالة المسجد العتيق في سطيف، هو مجسم لامرأة عارية تطفو على صخرة عالية، ويتدفق منه الماء.
وأنجزه النحات الفرنسي فرنسيس سان فيدال، بالعاصمة باريس عام 1898، ثم نقل إلى سطيف في 1899، أي بعد 69 عاما من احتلال فرنسا للعاصمة الجزائرية في 1830.
وسبق أن تعرّض هذا المَعلَم لمحاولات تحطيم عامي 1997 و2006.