24 ساعة ـ متابعة
في ظل أزمات دولية متصاعدة، من الحرب الروسية الأوكرانية إلى التوتر الأمريكي الصيني. ومع عودة دونالد ترامب إلى الواجهة السياسية العالمية، تحولت الأنظار الأوروبية فجأة نحو جنوب القارة، حيث أثارت تحركات عسكرية إسبانية في مدينة مليلية المحتلة حالة من القلق والترقب.
كشفت تقارير إعلامية إسبانية عن نشر حكومة بيدرو سانشيز وحدات عسكرية على الحدود مع المغرب في مليلية. ضمن ما وُصف بـ”إجراء احترازي” لمواجهة تهديدات استراتيجية محتملة. تضمنت العملية تمركز الفرقة التكتيكية GREG 52. المجهزة بمعدات متطورة. لمراقبة الميدان واستطلاع المنطقة، في رسالة واضحة من إسبانيا تؤكد تمسكها بـ”السيادة الوطنية” حتى في الأمور الرمزية.
هذا التحرك، الذي يأتي وسط توتر دبلوماسي مع المغرب، يعكس حساسية الوضع الإقليمي. حيث تزداد تعقيدات ملف الهجرة والحدود بين البلدين. مليلية، ببُعدها التاريخي والجيوسياسي، أصبحت بؤرة توتر جديدة. تهدد بتدهور العلاقات المغربية الإسبانية إلى مستويات خطيرة، خاصة مع تزايد المخاوف الأوروبية من تحول أي شرارة إقليمية إلى أزمة شاملة.
في المقابل، يتبنى المغرب موقفًا هادئًا يعكس “الصبر الاستراتيجي”. متجنبًا أي تصعيد قد يفاقم الوضع. رغم تمسكه بموقفه التاريخي الذي يعتبر سبتة ومليلية. جزءًا من أراضيه، يفضل المغرب إبقاء هذا الملف مؤجلاً، معتمدًا على دبلوماسيته الناجحة إقليميًا ودوليًا لتعزيز موقفه بمرور الوقت.
يرى محللون أن إسبانيا ربما تسعى لتصدير أزمتها الداخلية. المتمثلة في ضغوط اليمين المتطرف والتحديات السياسية، نحو حدودها الجنوبية، مستغلة صمت المغرب وغموض الموقف الأوروبي. لكن المغرب. بفضل دوره المتنامي في الأمن الإقليمي. يدرك أن الرد الأمثل ليس في التصعيد، بل في بناء توازن قوى مستدام يستند إلى التاريخ والجغرافيا ومكتسبات الدبلوماسية.
يبقى هذا التوتر في مليلية قضية أوروبية بامتياز، تتطلب من الاتحاد الأوروبي. موقفًا متوازنًا يراعي مبادئ حسن الجوار ومقتضيات الأمن المشترك. في وقت تتجه فيه الأنظار نحو بوابة القارة الجنوبية.