24 ساعة ـ متابعة
تواصل الشركات الصناعية العالمية تعزيز حضورها في الصحراء المغربية. متحدية ضغوط حلفاء البوليساريو، مع انضمام شركة «فارتسيلا» الفنلندية إلى قائمة الشركات النشطة في المنطقة. أعلنت الشركة من مقرها في هلسنكي التزامها بشراكتها مع المكتب الوطني للكهرباء والماء. مما أثار استياء منظمة “ويسترن صحارا ريسورس ووتش”، وهي منظمة غير حكومية تدعم البوليساريو.
عقد استراتيجي وموقف واضح
في يوليو 2024، وقّعت «فارتسيلا» عقدًا مدته خمس سنوات مع المكتب الوطني للكهرباء والماء. لصيانة محطات الكهرباء في مدينتي طانطان والداخلة. وفي مواجهة دعوات الانسحاب، أكدت الشركة أن”الداخلة تقع تحت السيطرة والإدارة المغربية الكاملة، بعيدة عن أي مناطق نزاع محتملة”.
كما أشارت إلى أن إدارتها راجعت التصريحات الدولية الأخيرة، وخلصت إلى وجود تقدم في الوضع الجيوسياسي، مما يعزز شرعية عملياتها في المنطقة.
دعم فنلندي للحكم الذاتي
تعكس هذه الخطوة تزايد الدعم الدولي للمبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل واقعي للنزاع الإقليمي. في أغسطس 2024، أكدت وزيرة الخارجية الفنلندية، إيلينا فالتونن، خلال لقائها مع نظيرها المغربي، ناصر بوريطة، أن خطة الحكم الذاتي تمثل “أساسًا جيدًا” لحل النزاع المفتعل. جاء ذلك عقب زيارة وزير التجارة الخارجية والتنمية الفنلندي، فيلي تافيو، إلى المغرب بين 25 و28 أبريل 2024، بعد زيارة وزير الخارجية الجزائري إلى هلسنكي، مما يبرز التوازن الدبلوماسي الفنلندي.
دلالات اقتصادية وسياسية
انضمام «فارتسيلا» إلى الشركات العاملة في الصحراء المغربية يعزز جاذبية المنطقة كوجهة استثمارية. مدعومة بالاستقرار السياسي والإداري تحت السيادة المغربية. هذا التوسع يعكس أيضًا تراجع تأثير الضغوط التي تمارسها منظمات داعمة للبوليساريو، في ظل تصاعد الاعتراف الدولي بالمبادرة المغربية.
وتشير هذه التطورات إلى تحول في المواقف الدولية، حيث تتجاوز الاعتبارات الاقتصادية والاستراتيجية الخطابات الأيديولوجية التقليدية.
تؤكد مشاركة شركات عالمية مثل «فارتسيلا» في مشاريع تنموية بالصحراء المغربية على الثقة المتزايدة في الإطار القانوني والسياسي الذي يوفره المغرب. مع دعم دولي متصاعد لخطة الحكم الذاتي. تستمر الصحراء المغربية في ترسيخ مكانتها كمركز اقتصادي واعد، رغم التحديات التي تحاول فرضها جهات داعمة للبوليساريو.