24 ساعة-أسماء خيندوف
يتصاعد القلق في الأوساط الصناعية الإسبانية بشأن تنامي الحضور المغربي في قطاع تصنيع السيارات، مدفوعًا بعدة عوامل أبرزها القرب الجغرافي من أوروبا، وانخفاض تكاليف اليد العاملة والطاقة، فضلًا عن البيئة القانونية والاستثمارية المرنة مقارنة بنظيرتها الأوروبية، مما عزز من جاذبية المملكة لدى كبار المصنعين العالميين.
مصنع ستيلانتيس بالقنيطرة: محطة تاريخية مع تصنيع أول محرك بنزين
كشفت صحيفة “الفارو دي فيغو” الإسبانية أن مصنع “ستيلانتيس” في مدينة القنيطرة، الذي أضحى من بين أهم خمسة مصانع للمجموعة عالميا، نجح مؤخرا في تصنيع أول محرك بنزين محليًا، وهو ما اعتبره مدير المصنع محطة تاريخية في مسار التصنيع بالمغرب.
وتعود بداية التوسع الكبير لستيلانتيس في المغرب إلى قرابة ثلاث سنوات، عقب إعلان الرئيس التنفيذي كارلوس تافاريس عن استثمار بقيمة 300 مليون يورو لتحديث مصنع القنيطرة وتوسيعه، بما مكّنه من مواكبة أحدث المعايير الصناعية الأوروبية.
وأدى هذا الاستثمار إلى تعزيز طاقة المصنع الذي يستقبل مهامًا متزايدة، منها إنتاج سيارة بيجو 208 بمحرك البنزين، إلى جانب ثلاثة طرازات من السيارات الصغيرة: “سيتروين آمي”، و”فيات توبولينو”، و”أوبل إي روكس”، والتي تسجل مبيعات مرتفعة على المستوى الأوروبي.
تعزيز التكنولوجيا الصناعية بالروبوتات الذكية وخط تصنيع المحركات
دعمت الشركة بنيتها التكنولوجية من خلال إدخال روبوتات AGV الذكية لنقل الحمولات الثقيلة، إلى جانب إطلاق خط تصنيع المحركات، الذي يعد أبرز تطور في منشآت المصنع.
وفي مقارنة لافتة، أشارت صحيفة “إل ديباتي” الإسبانية إلى أن ستيلانتيس، ورغم امتلاكها ثلاثة مصانع داخل إسبانيا وإنتاجها نحو مليون سيارة سنويًا، لا تصنع أي محرك داخل البلاد، ما يُبرز حجم التحول الصناعي الجاري في المغرب.
وتضيف الصحيفة أن هناك توجها نحو نقل إنتاج الجيل الجديد من سيارة “سيتروين C4” من مصنع “فيافيردي” الإسباني إلى المغرب، وهو ما يُنذر بخسارة أحد أكثر الطرازات مبيعًا في السوق الإسبانية.
وترى مصادر الصحيفة أن تصنيع أول محرك داخل مصنع القنيطرة يعكس نية واضحة لتوسيع نطاق التصنيع في المغرب، خاصة وأن الطاقة الإنتاجية وصلت إلى نحو نصف مليون سيارة سنويا، مع استمرار الطلب على السيارات بمحركات البنزين والهجينة، مقابل ضعف في مبيعات السيارات الكهربائية.
وتشير هذه المؤشرات جميعها إلى تحول تدريجي لمراكز الثقل الصناعية نحو الجنوب، وهو ما يثير مخاوف متنامية في صفوف صانعي القرار بإسبانيا.