الرباط-عماد مجدوبي
تعمل فيتنام والمغرب على توطيد العلاقات الثنائية عبر مجموعة من المجالات المتنوعة، مع التركيز على إرساء شراكات مستدامة ومثمرة للطرفين.
بمناسبة السنة الجديدة 2025، دعا سفير المغرب لدى فيتنام، جمال الشعيبي، خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الفيتنامية (VNA)، إلى مبادرات جديدة تهدف إلى تنويع التعاون وتعزيز العلاقة طويلة الأمد بين البلدين.
وأشار السفير إلى أن سنة 2024 شهد زخماً ملحوظاً على المستوى السياسي، حيث نظمت زيارات رسمية رفيعة المستوى، مثل زيارة نجوين ترونج نجيا، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الفيتنامي ورئيس لجنة الدعاية والتعليم التابعة له، إلى الرباط.
كما قام البروفيسور تا نجوك تان، نائب الرئيس الدائم للمجلس النظري المركزي لفيتنام، بزيارة مماثلة في أكتوبر، مما أسهم في تعزيز العلاقات الثنائية وتسليط الضوء على المصالح المشتركة.
وفي إطار التعاون البرلماني، شهد العام تطورات هامة أبرزها زيارة نجيب الخادي، الأمين العام لمجلس النواب المغربي، إلى هانوي، وزيارة وفد برلماني فيتنامي لدولة المغرب. وشكلت هذه الفعاليات فرصة للحوار وتوطيد التنسيق بين البلدين.
أما على الصعيد الاقتصادي، فقد سلط الاجتماع الثاني للجنة الفرعية للتعاون التجاري والصناعي بين البلدين، الذي عُقد في الرباط، الضوء على مجالات واعدة تشمل صناعة الحلال والتعدين والطيران والمنسوجات.
كما عبر المغرب عن استعداده لدعم فيتنام في دخولها أسواق صناعة الحلال في جنوب شرق آسيا، وهو ما عكسته مشاركة الهيئة الوطنية المغربية للتقييس (IMANOR) في مؤتمر دولي حول هذا القطاع بهانوي.
وعلى المستوى الثقافي والتاريخي، لاقت زيارة المفوض السامي للمقاومين المغاربة السابقين والأعضاء السابقين في جيش التحرير إلى هانوي صدى إيجابياً.
كما شاركت السفارة المغربية بفعالية في أنشطة مثل المهرجان الدولي لفنون الطهي 2024 ومسابقة المراسلين الشباب الفرنكوفونيين. هذه المبادرات الثقافية تُبرز الطموح المشترك للبلدين في الحفاظ على الذاكرة التاريخية وتعزيز التفاهم المتبادل. وتطرق السفير الشعيبي أيضاً إلى إمكانية مواجهة التحديات العالمية المشتركة مثل تغير المناخ وأمن الطاقة، مشيراً إلى أهداف البلدين الطموحة للتنمية المستدامة.
وعبّر عن أمله في تعزيز التعاون بالمجالات المبتكرة مثل الهيدروجين الأخضر وطاقة الرياح البحرية وإدارة الكربون.
وأكد أن الخبرة المغربية في قطاع الكهرباء وإدارة الموانئ تشكل أساساً لشراكات مستقبلية مثمرة بين الطرفين.
وفي قطاع السياحة، أشار السفير إلى الإمكانات الهائلة لكلا البلدين بما يتمتعان به من تنوع ثقافي وتراث تاريخي غني ومناظر طبيعية فريدة.
واقترح تطوير مسارات سفر تربط المغرب وفيتنام، مع التركيز على تبادل الخبرات وتنمية الموارد البشرية ودعم السياحة البيئية والساحلية.
وأخيراً، أكد السفير التزام السفارة المغربية بهانوي بالعمل المستمر على تعزيز العلاقات الثنائية من خلال برامج تنظيمية سنوية تشمل الأنشطة الاقتصادية والثقافية وتوسيع الإطار القانوني للتعاون المشترك.
كما سيتم إطلاق مبادرات لتعزيز التواصل بين شركات السفر ومنظمي الرحلات في كلا البلدين لدعم حركة السياحة وتبادل الخبرات.