توفيق سليماني
الكل ينظر إلى الكل. الكل ينتظر الكل. لا أحد يريد أن يسبق الآخر. وحدها مواقع التواصل الاجتماعي تأخذ المبادرة وتتفاعل وتأبى أن تبقى في قاعة الانتظار. وتأبى الانتظارية أن تفارقنا. وكم حاجة قضيناها بالانتظار. هكذا تخيلت الصمت الرسمي، خاصة صمت قبور الفاعل السياسي، الحكومي منه بالدرجة الأولى.
حتى الإسبان لم يصمتوا. كما لو أن ما يجري في الفنيدق يحدث في الجزيرة الخضراء في الاتجاه المعاكس. علق، بشكل عام، الوزراء الإسبان على أزمة الهجرة في حدود سبتة-الفنيدق. عندنا، ولا وزير واحد مغربي تكلم، تحدث رئيسا مدينتا سبتة ( Juan Jesús Vivas) ومليلية Juan José Imbroda المحتلتان، ولم يتحدث المسؤولون في الجهة المعنية بالأزمة. تركنا الآخر يتحدث ويعلق بدلنا، وفي الأخير قد ننزعج مما يقال ويكتب عنا.
كان يمكن للحكومة أو الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية أن يتفاعل مع هذه الأزمة أولا، ومع الصور المنشورة. هل كان ضروريا انتظار بلاغ النيابة العامة بخصوص الصور التي يزعم أنها لأشخاص/ مهاجرين كانوا يرغبون في الولوج إلى سبتة المحتلة. هل سينتظر الفاعل السياسي دخول، دوما، القضاء على الخط ليتحدث. هذا معطى غير صحي ويقلق.
وزيرة الادماج والحماية الاجتماعية والهجرات في الحكومة الأسبانية، إيلما سايث، تطرقت للموضوع، مشيدة بدور المغرب في منع تدفق المهاجرين لسبتة، بينما قالت وزيرة المساواة، انا ريدوندو، بأن الامور تحت السيطرة. كان يمكن للمسؤولين السياسيين المغاربة أن يخرجوا ويقولوا شيئا ما. ولكن ربما تخوفوا من أن يكون الدواء أسوأ من الداء (cuando el remedio es peor que la enfermedad).
غياب التواصل غير مفهوم في هذه الظرفية، خاصة أن الأمر يتعلق بتحد الهجرة العابرة للحدود. الموضوع تحول إلى وجبة رئيسية el pan de cada día بالنسبة للصحافة الاسبانية، ومنها ينتقل إلى العالم الناطق بالإسبانية وغيره. وحتى الجزائر في إطار الصراع الجيوسياسي والاستراتيجي تستعمل تحد الهجرة ضد المغرب. مع الذلك الصمت ليس حلا. إذا لم نتواصل، سيتواصلون
نيابة عنا. لا يمكن أن ننتظر دوما إلى درجة خسارة وقت/ حق الرد، وننتهي إلى خيار ردة الفعل.
المغرب حقق مكتسبات كبيرة وكثيرة وواضحة ديبلوماسيا في السنوات الأخيرة، ولا يمكن أن نسمح لاسبوعين، una quincena، هيمنت فيهما ثلاثية موضوعاتية (عام بعد الزلزال، الفيضانات والهجرة) أن تؤثر سلبا على صورتنا.
أعتقد شخصيا أننا نفتقد إلى استراتيجية تواصلية وإعلامية. كما أردد القوة التواصلية والإعلامية للآخرين من ضعفنا. الصمت ليس الحل، أو على الأقل ليس الحل الأفضل كما يقول الاسبانيكيون no es la mejor solución.
* مدير نشر جريدة Mares30 الناطقة بالاسبانية