اوضحت “ميدل إيست آي” البريطانية، ان سفر عدد من المغاربة الذين التحقوا بصفوف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام -داعش-، كان “بمثابة فرصة لتحقيق الثراء الشخصي” وذلك في دولة تنذر بها فرص الترقي وصعود السلم الإجتماعي وترتفع بها معدلات البطالة، تقول الصحيفة
وفي تقرير له عن مغاربة داعش العائدين إلى أرض الوطن، قال الموقع إن المراقبين يرون أن هناك تشابها بين المتجهين للمشاركة في النزاع السوري وبين المهاجرين المغاربة إلى أوربا بغاية تحسين ظروف عيشهم.
وتطرق الموقع ذاته لعدد من الحالات، منها المسمى “أبو أسامة المغربي”، الذي قالت إنه أخفق في العصور على فرص عمل في مدينته الفنيدق، مما دفعه إلى الانضمام إلى جبهة النصرة في سوريا، قبل أن ينشق عنها ويقرر الانضمام إلى إلى تنظيم داعش، ليلقى حتفه سنة 2014.
من جهة أخرى قال الموقع إن الموجة الأولى من المقاتلين المغاربة، حصلوا بسهولة على وثائق السفر إلى سوريا دون أن تواجههم أية متاعب، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن استضافة المغرب نهاية 2012 لمؤتمر أصدقاء سوريا بمراكش، كان “يبدو” لبعض الذين حرصو على التطوع من أجل الجهاد “بمثابة ضوء أخضر للمشاركة بمباركة رسمية من السلطات المغربية” يضيف الموقع.
وقد أفادت تقارير أخرى أن المقاتلين المغاربة يكوّنون كتيبة وهي فرقة من الانتحاريين، نفّذ عناصرها عدداً من العمليات الانتحارية في منطقة الأنبار ضد أهداف للجيش العراقي وضد من يعرفون بـ”الصحوات”، وذهبت التحليلات إلى اعتبار تلك العمليات سبباً من الأسباب التي سرّعت بالتفكك الدراماتيكي لقوات الجيش العراقي في الأنبار.
محمد ظريف الباحث المغربي المتخصص في الجماعات الإسلامية في احدى تحليلاته ، اعتبر إن تنظيم الدولة الإسلامية جند المقاتلين المغاربة خصيصاً لهذا النوع من العمليات: “أمراء الحرب خاصة في العراق، عندما كانوا يجندون المغاربة لم يكونوا يبحثون عن مقاتل يخوض حرباً كلاسيكية ضد حكومة المالكي الشيعية، بل يبحثون عن انتحاريين، حتى التسمية (كتيبة الاستشهاديين) دلالتها واضحة، فأغلبهم لن يعودوا إلى بلدانهم وسيقضون هناك، أو سينتقلون إلى ليبيا أو إلى اليمن”.
أما في سوريا، فقد كان لافتاً أن المقاتلين المغاربة قد توزعوا بين أكثر من تنظيم مسلح، وأصبحوا يخوضون معارك دامية فيما بينهم بحسب شهادات من سوريا. إذ سقط عدد كبير منهم في معارك طاحنة بين “جبهة النصرة” وبقية الفصائل و”داعش”.
و يتوقع الخبراء أن يستمر تدفق المقاتلين المغاربة المتعاطفين مع “داعش” إلى سوريا والعراق، برغم حالة الاستنفار التي أعلنتها الأجهزة الأمنية المغربية، وتفكيكها خلايا متهمة بتجنيد مقاتلين مغاربة للسفر إلى سوريا. وبرغم أن تقارير الأجهزة الأمنية المغربية تتجنب ذكر أسماء التنظيمات التي يتم تجنيد المقاتلين المغاربة لها، فإن أغلب الموقوفين هم بحسب المعلومات المتوفرة من المتعاطفين مع تنظيم أبو بكر البغدادي.