24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
مع اقتراب سنة 2022 من النهاية، تودع جبهة البوليساريو الإنفصالية. عاما آخر من سنوات الضياع . فبعد مسلسل النكسات التي ضربت صميم هذا الكيان الانفصالي. والمتجسدة في الانتصارات التي حققها ويحققها المغرب على مستوى. قضية وحدته الوطنية. والمتمثلة في اعتراف العديد من الدول بوجاهة وجدية. مقترح الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب كتسوية لهذا النزاع المفتعل. فضلا عن اعلان ما يقارب 30 دولة عن فتح قنصليات لها بكل من مدينتي العيون والداخلة بمنطقة الصحراء المغربية.
أمام هذه الانتصارات المغربية وما يحققه المغرب من نقاط، تسير جبهة البوليساريو نحو الاندثار والنهاية . ففي ظل اقتراب موعد المؤتمر المزمع عقده في يناير المقبل، تعيش جبهة البوليساريو الانفصالية خلافات داخلية عميقة، حيث تحدث العديد من المراقبين عن وجود وضع جديد يتطور داخل “المخيمات”، فيما اعتبر آخرون أن صراع الأجنحة داخل الأجهزة الأمنية الجزائرية قد ألقى بظلاله على الأوضاع بمخيمات تندوف.
الاحتقان داخل البوليساريو، مرده للصراع والتفكك والترهل التنظيمي الذي تعيشه الجبهة الانفصالية
في ذات السياق. أكد محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان. أن الاحتقان داخل البوليساريو، مرده للصراع والتفكك والترهل التنظيمي الذي تعيشه الجبهة الانفصالية، والذي تعود جذوره إلى أزمة الزعامة والفراغ في زعامة الجبهة. وتوزع مراكز القرار والصراع داخلها. منذ افتضاح تهريب زعيمها إلى إسبانيا بهوية مزورة وافتضاح ماضيه الإجرامي. خاصة بعد تورط هذه القيادات في جرائم القتل والتصفيات والاختطافات والاغتصاب.
و أبرز المتحدث. أن المجموعة المتحكمة في تدبير شؤون الصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف، بدأت تصطدم في ما بينها لارتباطها بالأجهزة الأمنية الجزائرية، والتي تعيش بدورها على وقع صراع الأجنحة داخل النظام الجزائري.
“البوليساريو” توظف عصابات الجريمة المنظمة وتحتمي بها
وأضاف عبد الفتاح .أن واقع الصراع والتفكك داخل الجبهة الانفصالية انعكس على الوضع الاجتماعي بمخيمات تيندوف. والتي تعيش صراعات عنيفة بين مجموعات العصابات المنظمة والمجموعات ذات الطابع القبلي، حيث تشهد المخيمات بين الفينة والأخرى الاقتتال والتجييش القبلي. والتي يقودها أحيانا قياديون أمنيون بالبوليساريو. وتشهد إطلاق الأعيرة النارية وحرق الخيام وترويع الآمنين.
واسترسل عبد الفتاح الى ان الميلشيات الانفصالية. تعمد إلى توظيف عصابات الجريمة المنظمة والاحتماء بها من خلال أعمال العصابات القبلية المرتبطة بالجماعات المسلحة المنتشرة بالساحل جنوب الصحراء. والتي باتت متغلغلة في مخيمات تندوف لتقاطع أجندتها مع قيادات البوليساريو. من خلال ارتباطها بالعديد من الأنشطة غير القانونية التي تذر الثروة والاغتناء السريع للعناصر القيادية للانفصاليين. مقابل تهريب المساعدات الإنسانية المنهوبة والمتاجرة في السلاح وتهريب المحروقات وغيرها من الأنشطة غير القانونية من قبيل الاتجار بالبشر والمخدرات وغيرها.