الدار البيضاء-أسماء خيندوف
بعد اندلاع أعمال عنف في العاصمة الهولندية بين أفراد من جاليات مسلمة، وخاصة من أصول مغربية، ومشجعي نادي مكابي تل أبيب الإسرائيلي، طالب خيرت فيلدرز، السياسي اليميني المتطرف و زعيم حزب “الحرية”، بإسقاط الجنسية الهولندية عن مزدوجي الجنسية من أصول مغربية المتورطين في تلك الأحداث.
التحريض على الكراهية
حمل خيرت فيلدرز المسلمين مسؤولية الهجمات التي استهدفت مشجعي نادي مكابي تل أبيب الإسرائيلي، داعيا إلى فرض عقوبات صارمة لمواجهة معاداة السامية، بما في ذلك إسقاط الجنسية الهولندية عن المتورطين في تلك الأعمال.
ويرى محللون أن تصريحات فيلدرز المقلقة تزيد من حدة التوترات الاجتماعية في هولندا، حيث تعتمد على تحميل المسلمين مسؤولية العنف بطريقة تفتقر إلى العدالة والموضوعية. ويرون أن تعميم تصرفات قلة من الأفراد على الجالية المسلمة أو المغاربية بأكملها يُعد أمراً مجحفاً، داعين إلى التركيز على تعزيز قيم الاندماج والمساواة بدلا من تأجيج الانقسامات المجتمعية.
و من جانبه، صرح “ديك شوخوف”، رئيس الوزراء الهولندي، وفقا لوسائل إعلام محلية، بأن الأحداث التي شهدتها العاصمة أمستردام تعود أساسا إلى ما وصفه بـ”مشكلة اندماج”. هذا التصريح قوبل برفض من سفيان مباركي، المستشار البلدي في عمودية أمستردام من أصول مغربية. مؤكدا على أن هذه التصريحات تظلم جزءا كبيرا من الجالية المغربية
و تثير هذه التصريحات مخاوف من تعزيز العنصرية والكراهية، مما قد يؤدي إلى تفاقم عزلة بعض الفئات داخل المجتمع.
ردود فعل قوية
قدمت الوزيرة نورا أشهبار، ذات الأصول المغربية استقالتها من منصبها اليوم، ويأتي هذا القرار احتجاجاً على تصريحات عنصرية وردت خلال الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء.
وتعد استقالة أشهبار رسالة قوية تعكس تفاقم الخلافات داخل الحكومة بشأن التعامل مع قضايا الأقليات والمهاجرين.
و من جهتها أصدرت فعاليات المجتمع المدني، بيانا اليوم، أدانت فيه بشدة أعمال العنف التي قام بها مشجعو الفريق الاسرائيلي إضافة إلى تحيز و تواطؤ شرطة مدينة أمستردام باعتبارها المسؤولة الأولى و المباشرة عن امن المدينة.
وأوضح البيان استغراب فعاليات المجتمع المدني من فسح المجال في وسائل الإعلام لأصوات معادية للمهاجرين و المغاربة بشكل خاص.
و أفاد البيان استنكار ماصرحت به جمعية “فيدرالية الجمعيات المغربية”، معتبرا أنها جمعية وهمية مشبوهة لا وجود لها.
كما أدان البيان التطبيع ودعا القوى الحية و وعموم الجماهير الشعبية للنضال من أجل إسقاطه.
وأكد البيان على تشبت كل الفعاليات الموقعة عليه بموقفها الثابت والداعم لحق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه و بناء دولته الفلسطينية المستقلة.
اعتقالات واسعة
اعتقلت الشرطة الهولندية مساء الأربعاء، عشرات الأشخاص خلال مظاهرة تأييدية للفلسطينيين في ساحة دام وسط أمستردام، وذلك في خرق للحظر المفروض على التظاهرات منذ الأسبوع الماضي، بسبب أعمال العنف التي اندلعت قبل وبعد مباراة كرة القدم بين نادي آياكس الهولندي وفريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي.
و تجمع المتظاهرون في ساحة دام مرتدين الكوفيات ورافعين الأعلام الفلسطينية، وهم يرددون شعارات مثل “أمستردام تقول لا للإبادة الجماعية” و”حرروا فلسطين”. إلا أن قوات مكافحة الشغب تدخلت بسرعة، محاصرة المتظاهرين واعتقالهم، حيث شوهدت حافلات في الموقع لنقل المعتقلين، وفقًا لمصادر صحفية.
تأتي هذه الاعتقالات في إطار إجراءات الطوارئ التي منحت الشرطة الهولندية صلاحيات واسعة للتفتيش والاحتجاز في العاصمة. ومنذ اندلاع الاشتباكات الأسبوع الماضي، اعتقلت الشرطة مئات الأشخاص أو أبعدتهم عن المناطق المستهدفة، وذلك بموجب هذه الإجراءات التي كان من المفترض أن تنتهي يوم الخميس الماضي.