أسامة بلفقير-الرباط
أثبتت العملية الإرهابية التي استهدفت أحد عناصر الأمن الوطني ارتفاع منسوب المخاطر المرتبطة بالجريمة الإرهابية، والتي كلما أحكمت المصالح الأمنية الخناق على أفرادها كلما حاولوا اللجوء إلى عمليات تدخل ضمن عمل “الذئاب المنفردة” وفق مخططات دقيقة للتنظيم الإرهابي داعش.
هذه الجريمة التي استهدفت شهيد الواجب الوطني، تظهر أن تنظيم “داعش” ورغم تراجع نشاطه بشكل كبير في مناطق نفوذه إلا أنه لازال ينشط عبر الموالين له، الذين يعملون ليل نهار على نسج المخططات التخريبية من أجل نشر اللااستقرار والخوف في نفوس الساكنة.
لقد ظل عمل المصالح الأمنية بالمملكة منصبا منذ سنوات عدة على مواجهة مختلف المخاطر المرتبطة بالإرهاب، من خلال تفكيك عدد كبير من الخلايا الإرهابية، وتوقيف الآلاف من الأشخاص الذين ينشطون في صفوفها، الأمر الذي مكن من تجنيب بلادنا مشاريع تخريبية جد خطيرة.
وقد ازدادت حدة المخاطر الإرهابية في ظل تنظيم “داعش”، والذي جاء في سياق يتميز بتنامي استعمال التكنولوجيات الحديث ووسائل التواصل الاجتماعي، ما جعلنا أمام حالات عديدة لتجنيد إرهابيين عن بعد، والذين يعلنون ولاءهم لهذا التنظيم الإرهابي حتى دون أن يلتحقوا به مباشرة.
لذلك، وفي انتظار أن تتضح تفاصيل أكثر حول خلفيات ومسارات هؤلاء الإرهابيين، يظهر بجلاء أن المغرب لازال هدفا للجماعات الإرهابية. لكن الواضح أننا أمام مخططات تحاول أن تقوم بعمليات منفردة، في ظل وقوف المصالح الأمنية سدا منيعا أمام كل هذه المخاطر.
ذلك أن استهداف شرطي والاستيلاء على سلاحه الوظيفي من أجل ارتكاب جريمة السطو على وكالة بنكيران، لا يدخل إلا في خانة الفيء والغنيمة التي يجعلها هؤلاء الإرهابيون مرجعا إيديولوجيا لجرائمهم، وهو ما سبق أن نبهت له المصالح الأمنية في أكثر من مناسبة من خلال بلاغات وتصريحات أشارت إلى وجود مخططات لاستهداف شخصيات عمومية أو القيام بعمليات سطو بغرض تمويل الجريمة الإرهابية.