24ساعة-متابعة
لم تسلم المساحات المزروعة من الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز ودمر دواوير بأكملها. وهوي بأراض فلاحية تحت الأنقاض، ما فاقم خسائر ضحايا الفاجعة، باعتبار أن النشاط الفلاحي هو المحرك الرئيسي للمناطق المنكوبة.
وبالإضافة إلى الجفاف والظروف المناخية القاسية التي تعاني منها منطقة الحوز، انضافت عواقب الزلزال إلى القائمة. وعلى الرغم من قلة المحاصيل، فإن فلاحي المنطقة لطالما ثمنوا ما تجود به الأرض، إلا أنهم اليوم فقدوا الأمل في الموسم الفلاحي وهم يواجهون الآثار الكارثية للزلزال.
ويزاول سكان إقليم الحوز، الفلاحة المعيشية تعتمد على التشجير وخاصة الفواكه والزيتون، وإنتاج الأعشاب الخاصة بالمنطقة، بالإضافة إلى تربية الماعز والأبقار وغيرها من الحيوانات المعدة للاستهلاك الذاتي، أو بكميات قليلة تباع في السوق المحلي.
ويعتبر القطاع الزراعي وقطاع الصناعة التقليدية من أبرز أعمدة الاقتصاد في إقليم الحوز، ومن أبرز المنتجات فيه أواني الفخار، خاصة في كل من مدن تمصلوحت وأوريكا وأمزميز.
وتبلغ المساحة المزروعة في الإقليم أكثر من 600 ألف هكتار، وأبرز المزروعات هي الحبوب والزيتون والتفاح واللوز والخروب.
وتوجد في إقليم الحوز ثلاثة سدود هي سد تكركوست بمدينة أمزميز، وسد مولاي يوسف ببلدة غجدامة، وسد يعقوب المنصور بمنطقة ويركان.
ويعتبر الإقليم من الأقاليم المغربية الناشئة، إذ أنشئ عام 1991 ويمتد على مساحة تقدر بحوالي 6200 كيلومتر مربع. ويضم نحو أربعين قرية ومدينة، أبرزها قرية أيت أورير ومولاي إبراهيم وأسني وأمزميز وتحناوت وتمصلوحت وتمكروت وتيدلي وقرية إيغيل التي سُجل فيها مركز الزلزال الذي ضرب الإقليم وأقاليم أخرى مجاورة له.
وبالإضافة إلى الفلاحة يرجح سكان المناطق المتضررة تضهور القطاع السياحي. حيت تعد السياحة إحدى ركائز الاقتصاد المحلي في الإقليم، الذي يضم مناظر طبيعية خلابة ومناطق سياحية معروفة مثل محطة أوكايمدن التي تشتهر بالتزلج على الثلوج، ومنطقة أوريكا المعروفة بمناظرها الطبيعية وينابيعها المائية.
كما يعتمد سكانه المحليون على الحرف اليدوية التي بدأت تزدهر نتيجة توفر الموارد الطبيعية والنشاط السياحي الملحوظ في المنطقة، وتشمل الحرف اليدوية في الحوز صناعة الفخار والمنسوجات والنحت على الحجر وصناعة السجاد.
وتشتهر بعض مناطق الإقليم أيضا بالصناعات النسيجية كالجلباب والزرابي. إضافة إلى حرف أخرى، مثل البناء والنجارة والتجارة وغيرها.
يمتاز إقليم الحوز بتنوع تضاريسه التي يغلب عليها الطابع الجبلي. وتشكل الجبال تقريبا ثلاثة أرباع مساحته، ويوجد فيه جبل توبقال الذي يعد ثاني أعلى قمة جبلية في أفريقيا وأعلى قمة في سلسلة جبال الأطلس يصل ارتفاعها لـ 4165 مترا.
إلى جانب هذا توجد في بعض مناطق الإقليم نقوش صخرية تاريخية. خاصة في منطقة أوكايمدن وضبة ياكور ببلدة تغدوين، إضافة إلى المسجد التاريخي لمنطقة تينمل قرب بلدة تلات نيعقوب الذي دمره الزلزال.
وتمر المملكة من أحلك الظروف حاليا، إذ أدى الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز ليلة الجمعة 8 شتنبر إلى حدوث دمار كبير. من خلال تسجيل أكثر من 3000 قتيل و5000 جريح وأضرار مادية جسيمة، وتدمير الفلاحة